في الوقت الذي عاشت فيه الأوساط الكروية السعودية بهجة أفراح التأهل بفوز الاتحاد والأهلي ممثلي الكرة السعودية على غوانزو الصيني وسيباهان الإيراني كانت الآمال تحدو الجميع والطموحات والتوقعات بنتيجة إيجابية على ملعب الملز يهدي من خلالها الهلاليون بطاقة تأهل ثالثة لكرة بلادهم بالدوري القاري ولكن ما آلت إليه فصول السيناريو المخيب للآمال يدعو للخيبة ويبرهن على وجود نكسة وسقوط (فضيحة) قارية مدوية تألم على جرحها بالرباعية الغريب قبل القريب ، والعدو (المنافس) أكثر من الهلاليين أنفسهم ومن حضروا للملعب وقفوا وآزروا فريقا أعد العدة (فقط) لحرق دمائهم وأعصابهم! فريق متهالك وضائع ومفكك بلا خطة وبلا روح أو بالأحرى (ضمير) ، فريق تكالبت عليه الظروف (مجتمعة) من تخبط (تعنت) إداري ووعود بموسم (استثنائي) الآن ظهرت بوادره!! ومدرب لا يملك ثقافة كروية (آسيوية) أو (سعودية) تتعدى الشانزلزيه ، ليضع تصورا مناسبا لمباراة آسيوية مهمة للتأهل بقارة أصبحت تصدر المنافسين للعالمية ولممثلين أصبحوا مؤثرين بالكرة العالمية والمونديالات ككوريا وأنديتها القوية (الصاخبة)! قلناها مرارا والوضع مكشوف والرؤية متاحة كمبواريه ليس المدرب الأمثل للهلال حتى أن ثلاثية الشباب وسداسية الرائد ليست مقياسا عطفا على تواضع مستوياتهم مؤخرا! توجد (كيمياء مفقودة) بالأزرق تلك التي تمثل (رابطا) وحلقة وصل بين جميع الخطوط والأطراف! الهلال ليس غريبا على آسيا ولا جديدا على منافساتها لكي (يمرمط) البعض بكرامته القارية ويستهزئ الآخر بالهلال مع من يجيد فهمه والتوافق كيميائيا معه سبق أن صال وجال بآسيا وأحكم قبضته عليها ، مع أولئك المدربين الذين استوعبوه و(ضبطوه) فنيا وتكتيكيا ولا صوت يعلو على صوت المصلحة العامة للفريق! تشكيل خاطئ وتغييرات متأخرة وبرود تام فضلا عن الروح التي غابت ولم تعد ولاعبين حدث ولا حرج فكل يغني على ليلاه من المنشغل بعقده والمتشرط على ناديه والمتطاول والمتهاون والأجانب العاطلين عن العمل المجدي والمطلوب منهم! الهلال بحاجة لجو إداري جديد يعمل أكثر مما يصرح ويفي أكثر مما يوعد ويشد أكثر مما يرخي ، بحاجة لمدرب ينسجم مع تفاصيله ومكوناته (هرمونيا) حتى لو (محليا) عطفا على فهمه واطلاعه ومعرفته باللاعبين وإمكانياتهم وفحوى المنافسات المختلفة ، بحاجة لتسريح صريح للأجانب (العلة والعالة) والبحث عن بدائل إدراكية جديدة أفضل، نعم الهلاليون بمكابرة عابرة تساهلوا بالتفريط بعقود لاعبين أتوا بهوية أجانب وتفان وإخلاص وعطاء اللاعب (الوطني) كرادوي ونيفيز وفيلهامسون .. وعلى رأسهم جريتس الذي لا يزال ضمن القائمة الفنية المفقودة بظروف (إدارية) ضبابية كل هؤلاء كانوا المنعطف الأهم بتاريخ الإدارة الحالية وخرجوا من الباب الأكبر! الهلال كما المنتخب كل يوم في تراجع ونكسة وكل تصنيف (صدمة) وهو الذي سجل الآن الترتيب ال113 عالميا ، صعب بل مستحيل جدا (ينصلح) الحال ما لم نضع أيدينا على موضع الألم وقبلها نعترف بوجوده لنكشف عنه ونبدأ بعلاجه! فلا التشفي ولا السخرية ولا تبادل أصابع الاتهام تفيد بل (التصحيح) الصريح والذي يبدأ من حيث انتهت الخسارة إليه ، ولا شيء يجدي كالتغيير ، تغيير قائمة السلبيات أيا كان مصدرها (إداري فني عناصري) لكي يعود التوازن وقبله الثقة بالفريق ومعطياته! (المكابرة) والقفز على الأخطاء والسلبيات تراكمات وأدت لهذا الوضع المؤسف والمخجل على النطاقين الكبير والصغير (النادي) والمنتخب!