نختلف في التعاطي مع قراءة المشهد الرياضي ويتفاوت هذا التعاطي بين العطفة والمنطق في حين تبقى لغة الميدان هي المحدد الرئيسي الذي يحسم هذا الاختلاف. - في الهلال والهلال بالتحديد تشعبت القراءات وتنوعت وكل ذلك لمجرد انه اخفق في نزال وتعادل في آخر فالبعض اصدر احكامه القطعية قائلا الهلال خارج اطار المنافسة والبعض الآخر وثق الكلمات المكتوبة بسرد تفاصيل التشاؤم اما بين الحالتين ها هو الزعيم عاد الى عشاقه قويا عاد بالروح والجماعية مثلما عاد ليضرب خصومه بالثلاثة والستة مؤكدا بأن الكبار مهما اعترت مسيرتهم الظروف الا انها سرعان ما تتحول الى مقومات للعمل الناجح. - في غضون أيام دك الأزرق شباك بطل الدوري السابق بثلاثية وأكملها بسداسية كان ضحيتها الرائد ليعلن من عمق هذه الحصيلة بأنه عاقد العزم على ان يقول كلمته محليا قبل ان يقولها قاريا . - أتصور كمتابع بأن الهلال سيكون له حضورا مختلفا هذا الموسم ولا يمكن ان تغلق كل ملفات البطولات دونما يكون له مكان في دائرتها ليس من باب التوقعات بل من باب القراءة الفنية لكل تلك المستويات التي ظهر بها في آخر لقاءاته في الدوري فالهلال استوعب جيدا من بعض الخلل في توليفته والمدرب كمبواريه بدأ فعليا في صياغة الفريق عناصريا وبالتالي هذه النتائج الايجابية تأتي لتؤكد بأن الكبير عاد إلى مكانه ليعزف لحن الإبداع الكروي الذي هو من ثوابت هذا الفريق العملاق. - وضعية الزعيم الفنية تحولت سريعا إلى خانة الاستقرار وأصبح لاعبوه أكثر تجانسا وأكثر انضباطا وأكثر رغبة في تحقيق النتاج المطلوب وهذا ان دل فإنما يدل على قدرة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وادارته في احتواء تلك السلبيات التي برزت في بداية الموسم الامر الذي كان له الدور المهم في رسم الخارطة السليمة والصحيحة للفريق بدليل ان فوزه على الشباب وانتصاره على الرائد تولد كحصلية روح قبل أن يتولد كحصيلة خطة وتكتيك مع أن هذه أخيرة لا تلغي ما يفعله المدرب الهلالي في هذه المرحلة التي بدأت ملامحها تكشف لنا قدرته على إضافة المزيد المزيد للفريق ولكل لاعبيه. - شخصيا أتمنى أن يكون هذا الحضور المحلي للهلال بمثابة الحافز الأهم الذي يجعل من حضوره أمام اولسان الكوري مساء الأربعاء المقبل فاعلا وايجابيا يكلل بالفوز وحمل بطاقة التأهل بإذن الله وتبقى دعامة الجمهور كذلك مطلوبة ولا يمكن القفز عليها فطالما أن الفريق استمر على وتيرة التصحيح فلابد وان يضطلع الجمهور الهلالي بدور المساند والداعم لأنه ببساطة يشترك من حيث التأثير مع المدرب واللاعب والإدارة. - احمد الفريدي .. نجم اعتاد على ان يكون الفارق في وسط الميدان كما تعودنا عليه على انه الاستثناء الأجمل في التمرير والتسحيب والتسجيل. - يعجبني هذا النجم لأنه يمارس كرة القدم بطريقة الفنان الماهر في رسم لوحته الإبداعية. - الفريدي ثروة فنية والهلال سيكون محظوظا ان حافظ عليها .. وسلامتكم.