يبدو أن إعلامنا الرياضي الذي ابتلي ببعض من ينتسبون له من (الكدادة) في أروقته أولئك (أبو دوامين). في الصباح موظف .. وفي المساء يترزق الله في فضاء الإعلام تحت أي مسمى ، المهم هو المكافأة التي يحصل عليها آخر الشهر لتعينه على متطلبات الحياة .. دون أي ولاء لهذه المهنة وشرفها ومبادئها. هي لا تعني له سوى (محطة) سيركلها يوماً ما دون مبالاة أو ندم لو اكتفى هدفه المادي منها أو وجد وظيفة مسائية ذات مردود مادي أفضل. لا أعمم هنا .. لأن هناك -وان كانوا قلة- من غير المحترفين أو المتفرغين لمهنة الإعلام شكلوا علامات فارقة في مسيرتهم الاعلامية وكان تواجدهم في مهنة المتاعب -صاحبة السلطة الرابعة- إضافة. بل أصبحت صفة إعلامي تطغى عليه أكثر من أي مسمى وظيفي آخر ، لذا يدافع عنها ويحميها بشرف الانتساب لها. تكاثر (الكدادة) في الانتساب إلى الوسط الإعلامي الرياضي تحت مسميات مختلفة وتصدرهم المنابر وقيادة الرأي العام في غفلة الانفتاح الإعلامي .. بتواجدهم في الصفوف الأمامية خلق نسيجا باهتا لصورة الإعلام والإعلامي وتحديداً الرياضي. مما أضعف من الجبهة الداخلية للمتفرغين المحترفين للمهنة التي يحملون رسالتها وثمنها. فلا مصدر رزق آخر لديهم غيرها، ومع ذلك يمضون في حقل الألغام بشرف الانتماء لها. اليوم وبسبب اولئك (الكدادة) أبو دوامين ، لن تجد في الوسط الرياضي إعلاميا محترفا أو فخورا بانتسابه لهذه المهنة المضيئة بكل مشاقها يستخدم لغة الإقصاء مع من يختلف معه، كالمطالبة أو التحريض على إغلاق أو إيقاف صحيفة أو برنامج أو إعلامي ، هم يفعلون ذلك إما بوقاحة علنية أو لآمة خفية. وعجبي من أولئك (الكدادة) وهم يبطنون أن ليس لديهم ما يخسرونه .. ومع ذلك يتظاهرون بمطالبهم بالشفافية ، فعلا مشهد متناقض ساخر حد الانتهازية!؟ اقصاء الآخر الذي تختلف معه ، لغة الضعفاء الذين يعجزون عن ممارسة لغة الحوار وتبادل الحجة بالحجة واستخدم وسائل الاقناع المختلفة ، ثم ترك الحكم للمتلقي. شخصياً لا أطالب بإقصاء أولئك (الكدادة) المتناثرين في الوسط الإعلامي الرياضي ، لكنني على ثقة ان وعي المتلقي الذي بات الأخطر بارتفاع ثقافته الرياضية وتعدد مصادر المعلومات لديه كفيل بتصنيفهم ومن ثم لفظهم كداء سرطاني شوه جسد الإعلام الرياضي.