البحث في تفاصيل الهلال والنصر والغوص فيها يبقى مجرد محاولة وصف تختص بتلك العلاقة التنافسية التي لا يمكن لها أن تسقط من سجلات التاريخ أو من ذاكرة العاشق لكرة القدم. فالكل يبحث والكل يحاول والكل يجتهد لعل وعسى أن يصل بكل محاولة واجتهاد إلى حد الزاوية التي من شأنها أن تمنحه القدرة على معرفة البعد الصحيح لمثل هذه المواجهة المنتظرة التي نترقبها جميعا ونحن متأملين في أن تظهر بما يتلاءم مع حجم الفريقين وحجم كل طموح يرواد أنصارهما. الليلة ليلة كبار وليلة تحدٍ وليلة مدرجات فيها من الجمالية ما قد يكفي تأكيدا على أن الهلال والنصر يشكلان اللب المستخلص لكرة القدم وإثارتها ومهارات نجومها تلك المهارات التي ربما أعادت لأنظارنا اليوم بعضاً من ذكريات ماجد وسامي والثنيان. فنياً لن أعزف بمفردة القلم صوب الاتجاه الخاص بالتوقعات المسبقة ، ففي مثل هذه المواجهات يا ما توقعت أقلامنا ويا ما راهنت لكنها في نهاية المطاف استفاقت على وقع نتائج معاكسة تأتي دائما لتؤكد أن مواجهات الديربي حالة خاصة لا يحدد إطارها إلا معطيات الميدان والميدان فقط. تابعت الكثير من ردود الأفعال المسبقة وتمعنت في صيغة التصريحات من هنا وهناك فقلت في نفسي إنها مواجهة كسر العظم ، فالهلال يرغب في تعويض إخفاقات البداية والنصر يطمح في مواصلة طريق الانتصارات ومن هنا ومن أمام هذا الطموح المتفاوت لابد وأن نشير إلى أن كل من يعشق لعبة كرة القدم سيتعايش مع سهرة كروية مثيرة وممتعة وكيف لا تكون الحقيقة هكذا ومن يشكل دائرة هذه السهرة عملاقان بحجم النصر والهلال. من المؤكد أن الزعيم لم يظهر في الجولات الماضية باستثناء مهمته أمام نجران إلا أنه حتماً سيحاول أن يتجلى أمام النصر كما هو حال هذا الأخير الذي سيرمي بكل ما يملك من أوراق حتى يكسب وينتصر وينطلق من بوابة الهلال إلى حيث المنافسة والفوز بالبطولات. هذه الرغبة المشتركة بين فريق يبحث عن تحسين أوضاعه وآخر يسعى إلى إثبات عودته القوية هي من ستجعل اللقاء يأخذ صبغة البطولة على اعتبار أن أي نتيجة سالبة قد تنتج الكثير الكثير من الإشكاليات فيما تأتي نتيجة الفوز في مفهوم اللاعب والإداري وحتى المشجع البسيط بمثابة قوة دافعة للانطلاق الصحيح صوب القمة والمنافسة على مراكزها. عموماً بالتوفيق للزعيم وبالتوفيق للعالمي والأمل في أن تخرج المواجهة بما يكفي لإشباع ذائقتنا وبكرة قدم تحضر فيها المهارة وتغيب في طيات دقائقها التسعين السلوكيات الخاطئة. قوة النصر في حماسه ، أما الهلال فرغم ما يمتلكه من عناصر مؤثرة إلا أنه لا يزال يعاني من ضعف دفاعاته وإذا ما استمر دفاع الهلال على منوال ما كان عليه في المباريات السابقة ففي تصوري أنه سيجد هذا المساء صعوبة بوجود السهلاوي وايوفي وسعود حمود. ختاماً هي أم المواجهات سترقى فنياً وجماهيريا كما أنها ستعلن الكثير من المتغيرات إداريا ومعنويا .. وسلامتكم.