جاءت نتائج دور الثمانية من مسابقة كأس سمو ولي العهد وفقاً لتوقعات الكثير من النقاد الرياضيين الذين أعطوا الأفضلية للفرق المترشحة لبلوغ الدور نصف النهائي من هذه المسابقة، وهو ما حدث بالضبط، حيث استفاد الأهلي من درس الموسم الماضي في مواجهته بالفتح، وتعامل مع الفريق المنافس وفقاً لإمكاناته حتى استطاع تجاوزه بالطريقة المناسبة التي لم تكلف الفريق الكثير من الجهد أو الإعياء بل عرف نجوم القلعة الوصول لمبتغاهم على طريقتهم الخاصة؛ فيما جاء ترشح الشباب على حساب ضيفه الطائي بثلاثية كانت قابلة للزيادة وفقاً لكم الفرص المتناثرة أمام المرمى، وهو شيء واقعي قياساً بمستويات الفريقين، وإمكانات كل منهما، والتي تصب في مصلحة الشباب بالطبع، ولعل "أبناء الشمال" اجتهدوا وفق امكاناتهم وحاولوا، ولكنهم اصطدموا بالقوة الشبابية رغم حالات النقص الكثيرة في الفريق، أما مواجهات يوم الأربعاء فقد تجلت فيها الإثارة، والقوة وهو أمر متوقع عطفاً على التنافس الشريف بين الجارين الكبيرين النصر والهلال إذ لا تظهر في لقاءات "الدربي" فروقات فردية، وتغيب معها الإمكانات الفنية، وتظهر فقط الاستعدادات النفسية، والبدنية، وقد تجلى"الزعيم"في مباراة "الدربي" وأظهر قواه الفنية الكاملة، وبسط نفوذه على أرضية الميدان الأمر الذي مكنه من تجاوز منافسه التقليدي بهدفين لهدف بعد الاحتكام للأوقات الإضافية رغم كم الفرص المهدره في الجانب الهلالي تحديداً، والتي كانت كفيلة بحسم اللقاء منذ وقت مبكر، وكأني بالهلاليين يتطلعون للنهاية السعيدة في اللحظات الحرجة لتكون النهاية "زرقاء" زاهية جميلة بجمال الأداء الهلالي المنسجم مع صيحات جماهيره الهادرة على المدرجات الزرقاء في ليلة سماءها "زرقاء" صافية. أما "أبناء نجران" فقد ذهبت بهم طموحاتهم بعيداً صوب دور الأربعة بجدارة واستحقاق، وأظن الجماهير النجرانية الآن لها الحق في التباهي بفريقها المتميز، والمتمرس في التعامل مع المباريات مهما كان حجمها، ومهما جاءت أحداثها، فبعد إقصائهم للمرشح القوي الإتحاد جاء الدور على "أبناء المدينة" الأنصار في مواجهة عصيبة امتدت للأشواط الإضافية، ومعها استطاع نجران قلب النتيجة، وتحويل الخسارة بهدف إلى فوز مستحق بثلاثة ملعوبة، ومدروسة على طريقة تونسية، وبأقدام تعرف طريق المرمى من كل الإتجاهات. مواجهات دور الأربعة تبدو صعبة للغاية خصوصاً لقاء الشباب بالأهلي في الرياض،إذ لا يمكن التنبأ بنتيجة معينة مهما كانت المعطيات على الورق فالمحك هو الأداء داخل المستطيل الأخضر، أما لقاء الهلال بنجران في الرياض أيضاً فهو لقاء صعب مهما كانت الفوارق الفنية، والفردية التي تصب في مصلحة الهلال المدجج بالنجوم، والأسماء، والخبرة الدولية، وفوق ذلك كله الرغبة الأكيدة، والكبيرة في المحافظة على اللقب الغالي. الجماهير الرياضية بكافة أطيافها على موعد متجدد مع الإثارة، والتشويق في منافسات الدور قبل النهائي فلمن تكون الغلبة هناك؟ولمن تكون الكلمة الأقوى على مسرح المواجهة؟