قبل تسعة أشهر تقريبًا تم الانتهاء من انتخاب نصف أعضاء المجالس البلدية بمحافظات المملكة وتعيين النصف الآخر للدورة الثانية كما هو المتبع في نظام المجالس البلدية وبالرغم من علمنا أن جميع الأعضاء هم شركاء في مسئولية تمثيل المواطن أمام الجهات الرسمية البلدية الا إننا سنستبعد الحديث عن الأعضاء المعينين لعلمنا التام أنهم لن ينتقدوا او يقفوا في وجه من عينهم ليقولوا له أسأت تقديم الخدمة ولأن هذا أمر اتضح لنا في الدورة الأولى مما يدفعنا حول هذا الجانب تحديدا إلى المطالبة بأن يكون جميع الأعضاء منتخبين انطلاقا من مبدأ الشفافية التي نادى بها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وفقهما الله ورعاهما ثم مسايرة العالم الأول الذي نتطلع دائمًا للوصول اليه، بالإضافة الى تلافي حدوث بلبلة اتخاذ القرار بين الطرفين استنادًا على توجهات كل طرف. وانطلاقًا من تلك المقدمة فإننا نحن سكان محافظة جدة نعلن عن فقدان الدور الذي يقوم به الأعضاء المنتخبون في مجلسنا البلدي ونطالب كل من يهمه الأمر ان يشاركنا البحث عن ذلك الدور المفقود الذي كنا ننتظره من أعضاء مجلسنا الموقر الذين انتخبناهم ومنحناهم ثقتنا لتمثيلنا أمام الأجهزة البلدية للمطالبة بحقوقنا ومناقشة قضايانا الهامة الا ان ذلك لم يتحقق بالرغم من مرور ما يقرب من تسعة أشهر على انتخابهم حيث لم نجد لهم أي دور ميداني ملموس ولم نجد لهم صوتًا نسمعه او نراه أو نقرأه عبر أجهزة الإعلام فالقضايا الملحة تتفاقم يوما بعد يوم وهم غائبون عنها أو نائمون في العسل الجديد فشوارعنا أصبحت مكتظة بالحفر وضحاياها أصبحوا بالآلاف في الأرواح والمركبات والنظافة شبه مفقودة وخاصة في الكثير من الأحياء والسواحل البحرية أصبحت في وضع يرثى له والبعوض عاث في المدينة فسادا حتى جاءت الشمس الحارقة لتزيح همه عن المواطن ومرمى النفايات أصبح مصدرا مزعجا لكل من يسكن بالقرب من محيطه وحدائق المدينة التي كنا نتمنى ان تكون منتجعات داخل المدن يسرح ويمرح فيها الأهالي وأبناؤهم نراها قد تحولت الى مرامٍ للنفايات لا يزورها الا الزواحف بمختلف أحجامها والقطط والفئران أو نراها بين ليلة وضحاها قد تحولت الى منح للسكن وبعض مطاعم المدينة او محلات الوجبات السريعة أصبحت في حالة يرثى لها من حيث تردي النظافة وممارسات العمالة السائبة التي لم تجد من ينهرها ويوقف استهتارها بصحة المواطن وتحسين الخدمات المقدمة اليه وعند سؤال احدهم يبادرك بالإجابة (ما عندك احد) فهل بلغ الأمر الى هذه الدرجة. ولعلي من هذا المنبر من باب إحقاق الحق أقول أن أعضاء المجلس السابق كنا نسمع لهم صوتا ولكنا لا نرى لهم طحينا لكن أعضاء هذا المجلس لا نسمع لهم صوتا ولا نرى لهم طحينا وهذا بالتأكيد يوحي بأن عربة المجالس البلدية تسير الى الوراء. وبما اننا هنا قد خصصنا الحديث عن الأعضاء المنتخبين بمجلس بلدي محافظة جدة الا ان الرسالة بالتاكيد ستكون عامة لكل المجالس كون الحال بين المجالس متقاربا في العوامل والمؤثرات وان اختلفت بعض الشئ وكم أتمنى ان تخضع تلك المجالس للتقييم في أدائها كل عام وان تتم محاسبتها عند التقصير ، وكم أتمنى ان تكون المحاسبة من قبل عامة الناس الذين منحوهم أصواتهم من خلال استبانة تقييم مقننة تخصص على الموقع الالكتروني للمجالس ويشرف على إعدادها ومتابعتها واستخراج نتائجها جهات رقابية عليا كهيئة مكافحة الفساد أو هيئة الرقابة والتحقيق والله من وراء القصد.