من الواضح أن الإعلام الرياضي المحلي بكل أصنافه (يسقط) باستمرار في اختبار المهنية ، واختبار القدرات ، ولا يترك فرصة أو مدخلا لأحد من المنتسبين له في الدفاع عنه. قبل عقدين من الزمن ، كان الإعلام الرياضي ينحصر فقط في الصحافة الورقية ، وبرنامج رياضي واحد يقدم مرة واحدة كل أسبوع ، وإن استدعى الأمر ، فهناك أخبار رياضية في نشرة الأخبار الرئيسية ، ومع ذلك ، كان الشارع الرياضي يعبّر دوما عن رضاه بكل ما يقدم في البرنامج الأسبوعي ، أو ما يطرح في الصفحات الرياضية ، أو الصحف الرياضية المتخصصة فيما بعد. ليست المشكلة في أن الجيل السابق يمتاز بكثير من المهنية والحرفية -فهذا لا خلاف عليه- ، وهناك نماذج كثيرة أشرفت على الأقسام الرياضية في الصحف المحلية ، أمثال زميلنا وأستاذنا القدير (أمده الله بالصحة والعافية) الأستاذ فوزي بن عبدالوهاب خياط. كانت الصفحات الرياضية في صحيفة الندوة تقدم للقارئ وجبة رياضية أسبوعية من خلال ملحقها الرياضي -كل يوم سبت- ، وصفحاتها الرياضية اليومية التي لا تخلو من الرأي والتحليل ، والمتابعة اليومية. كانت الصحافة الرياضية في ذلك الوقت منارا للتوجيه والتقويم ، عرفت دورها، واختارت لها كفاءات إعلامية ما زالت أسماؤها تتردد حتى اليوم ، بما قدمته من فكر ورؤى بعيدة عن مزالق الأهواء والميول ، والمصالح الشخصية. كان -أستاذنا- عمر مخاشن (رحمه الله) يقدم لنا الصحافة الرياضية في وجهها الرصين بموضوعية متناهية من خلال صحيفة البلاد وقسمها الرياضي ، وكذلك الحال مع صحيفة عكاظ التي ظلت تسير على نفس النهج التنويري منذ وقت طويل ، رغم تعاقب العديد من الزملاء على رئاسة قسمها الرياضي. ومنذ أن بدأت هذه الصحيفة (الوطن) انطلاقتها في عالم الصحافة برؤية جديدة ومختلفة ، استطاعت أن تكوّن لها فلسفة صحفية قائمة على الرأي والتحليل والجرأة ، التي لا تحيد عن الموضوعية ، فجلبت لها قاعدة عريضة من القراء ، كسبت احترامهم وثقتهم. وإذا ما أردت أن أعرّج على الصحف الرياضية المتخصصة ، فليس هناك وصف يمكن قوله ، إلاّ أنها عجزت أن تضيف شيئا للقارئ الرياضي ، ولم تستطع الخروج من أزمة وجود الصحف الرياضية الإلكترونية ، التي قطعت عليها الماء والكهرباء كما يقولون -وأقصد خبريا- ! وما لم تتدارك الصحف الرياضية المتخصصة ، وصفحات الملاحق الرياضية وضعها ، فإن البساط قد يسحب من تحت أقدامها ، وإن لم يكن قد سحب ، فقد بات يفلت من بين يديها ، إلاّ إذا تنبهت لهذا الخطر القادم ، ليس للمنافسة ، وإنما لأخذ موقع الصدارة بدلاً عنها. أؤمن بدور الصحافة الورقية وأهمية وجودها ، لكنني أشعر كما يشعر غيري من المنتسبين لهذه المؤسسات الصحفية العريقة ، أن الوقت قد حان لإحداث تغيير في المضمون يعيد للصحافة الورقية هيبتها ، من حيث تكثيف الرأي الحرّ ، والبحث عن (ما وراء الخبر)! من الآخر : هل كان على الأهلي أن يبقى بعيدا عن المنافسة ، وهل كان على صناع القرار فيه أن يرضوا بواقعه السابق بعيدا عن منصات التتويج ، ليكون الأهلي في نظر إعلام لا يعرف الإنصاف -النادي المثالي والنموذجي- ، وبعودته أصبح ناديا يسرق نشيد المراكز الصيفية ، وغير جدير ببطولاته ، وناد لا يحق له في وجود (ناديهم) ، أن يلقب ب(الملكي) ، أي إعلام هذا؟ على قناة لاين سبورت أن تعيد النظر في برنامجها المسمى (الديوانية) ، فليس بهذه الطريقة ، وهذا الأسلوب تكون البرامج الرياضية ، ومن المؤسف أن يكون خلف هذه القناة رجل تربوي نقدره كثيرا ونحترم مثاليته وفكره البعيد كليا عن هذه المسرحية الهزلية التي لا أحرص على مشاهدتها! لا أعتقد أن نادي الاتحاد بحاجة إلى البحث عن رئيس جديد ، كون اللواء محمد بن داخل يؤدي دوره على أكمل وجه في ظل ظروف صعبة ، وأزمات مالية لم تتعرض لها أي إدارة سابقة ، ولو واجهتها إدارة غير إدارة ابن داخل لرحلت في وسط الموسم! باك ورد : صحافة أوّل ، في المركز الأوّل!