إنّ مصدر قوّة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي يرتكز عليه في سياسته المتميزة ، وحضوره اللافت ، يتمثّل في التربية الإسلامية التي حظي بها ، والشجاعة والصراحة التي نشأ عليها ، وكذلك توازنه النفسي الذي عُرف به ، ونظرته الثاقبة للأمور ، وحنكته وحكمته السياسية ، هذه العناصر مجتمعة مع غيرها من السمات الشخصية التي يتميز بها ، أسهمت في تحقيق الكثير من المنجزات على الصعيد الداخلي ، وعلى المستوى الخارجي ، وهذا التكوين أفرز عدداً من المواقف والمبادرات الإقليمية والدولية والعالمية ، التي جلبت المزيد من الاحترام والتقدير للمملكة حكومة وشعباً ، وذلك ليس غريباً على شخص يمتلك تلك الصفات التي خصّه الله بها. إنّ حصول الملك عبد الله بن عبد العزيز على ميدالية اليونسكو الذهبية ، يمثل انعكاساً للمكانة العالمية التي يتمتع بها ، ويشكّل اعترافاً عالمياً بدوره - حفظه الله - في تعزيز ثقافة الحوار والسلام ، وكذلك جهوده المتعدّدة في هذا المضمار ، فضلاً عن كونه اعترافاً بقيمة (برنامج عبد الله بن عبد العزيز العالمي لتعزيز ثقافة الحوار والسلام). وبهذا البرنامج وغيره ، قدم الملك عبد الله للعالم مخرجاً آمناً من الأزمات العالمية الحالية ، وهذا يمثل قمة النضج الذي وصلت إليه المملكة تاريخاً وسياسة وقيادة وحكمة ، لذا تمثل الجائزة حافزاً لكلِّ سعودي لتنكب هذا الطريق وسلك هذا المنهج الإنساني الرفيع ، وتقديراً للمساهمات المتميزة والمبادرات العديدة في هذا المضمار ، وتأكيداً لدور الإسلام (دين الوسطية) وما يملك من حلول ، خصوصا وأنّ المليك ينطلق من سماحة الإسلام والشريعة الإسلامية التي تمثل دستور البلاد وحكمها. إنّ الملك عبد الله هو صاحب المبادرات على الصعيد الإقليمي والدولي والعالمي ، وكذا مبادرات الصلح وحقن الدماء وترسيخ السلام والأمن ، والعمل على تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين التي حاول البعض تشويهها ، وإبراز قيم التسامح والمحبة السلام وتكريس البعد الإنساني للإسلام ، وكذلك يجيء التكريم إنصافاً من (اليونسكو) باعتبارها صرحاً من صروح الأممالمتحدة لتعزيز العلاقات بين الشعوب ونشر روح التسامح والمحبة بينهم. لقد حظي - حفظه الله - بالعديد من الجوائز والميداليات والأوسمة العالمية الرفيعة ، منها تصدره لاستطلاعات الرأي العالمية حول القادة الأكثر تأييداً وشعبية حسب مركز (بيبو) الأمريكي عام 2007م ، وحصوله - حفظه الله - على جائزة برشلونة (ميتنج بوينت) 1430ه وفقاً لمجلة (فوريس) ضمن قائمة الشخصيات العشر الأوائل الأكثر تأثيراً في العالم ، وكذلك نال جائزة برنامج الغذاء العالمي للبطل العالمي لمكافحة الجوع 2008م وتم الاحتفال بها في مدينة دافوس السويسرية ، كما حصل - رعاه الله - على جائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات عام 2009م وقد تم الاحتفال بها في الدارالبيضاء ، وتسلّم الجائزة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين السفير د. محمد البشر ، وكذلك فاز بجائزة (ليخ فاونسا) - الرئيس البولندي الأسبق - لجهوده في المجال الإنساني والخيري ، وتبرع بقيمتها لجمعية أصدقاء الأطفال البولنديين الخيرية في لفتة أبوية صادقة. هذه الجوائز ، وهذا التكريم ، لم يأت من فراغ ، بل مصدر ذلك الصفات التي يتمتع بها الملك عبد الله - حفظه الله - ومنها الإخلاص والوفاء والتضحية بالجهد والوقت والمال والفكر ، من أجل الإنسانية ولخدمة شعوب الكرة الأرضية. حفظ الله خادم الحرمين ذخراً للأمة الإسلامية ورمزاً عالمياً داعماً للأمن والسلام ، وحمى الله بلادنا من كل سوء وأدام عليها عزّها ومنعتها ورخاءها ووفرتها وأمنها واستقرارها إنه سميع قريب مجيب.