وزارة الزراعة أعلنت في الحادي عشر من الشهر الجاري ، ودون سابق إنذار ، نيتها إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء خلال العامين القادمين ؛ حيث يتم خفض زراعة الأعلاف في العام الأول بنسبة 50٪ ، يليها 50٪ في العام التالي. وتضمن الإعلان الذي نشرته بعض الصحف حثًّا لمزارعي السعودية بالتوجه إلى السودان وإثيوبيا للاستثمار هناك!! زراعة الأعلاف الخضراء مصدر رزق لعشرات الآلاف من السعوديين ، سواء من أصحاب المزارع أو المسوقين أو أصحاب الماشية ، الذين تتغذى بهائمهم على هذه الأعلاف ، ومثل هذا الخبر قلب طاولتهم رأساً على عقب ؛ لأنه جاءهم بغتة وهم لا يشعرون ، وبلا أدنى تفاصيل ، كيف لا يكون كذلك ومصدر عيشهم سيتعرض لتغيير جذري ، وخلال عامين فقط؟! ربما يكون قرار منع زراعة الأعلاف الخضراء من أهم القرارات التي ستحافظ على أمننا المائي ، لكن الوزارة لم تبيِّن لنا ما البديل؟! هل سيُزرع الشعير أم القمح أم البصل؟! لماذا لا تعقد الوزارة مؤتمراً صحفياً يوضَّح فيه سبب اتخاذ مثل هذا القرار؟! ألا يحتاج المزارع والمسوق وصاحب الماشية وحتى المستهلك إلى (تطمينات) وتهدئة بشأن مستقبلهم الذي بات على (كف عفريت)؟! لو حمل كل من استفاد من زراعة الأعلاف الخضراء غصن برسيم في يده لحُجبت الشمس لكثرتهم ، وعلى وزارة الزراعة أن تعلن لهم خطتها لما بعد إيقاف زراعة الأعلاف ، وألا تكتفي بنشر خبر مقتضب عن قرار يهم ملايين المواطنين السعوديين ؛ فمقولة : (خذ قشك وعلى إثيوبيا) ستجعل المواطن يعيش دوامة لا تنتهي إلا بتوضيح مفصَّل من وزارتنا الموقَّرة!!