الانتماء للوطن ووحدته لم يعد مجرد شعارات ولوحات نرفعها في المناسبات ، بل مطلب الحاضر وأمان المستقبل ، ومن يحاول مجرد الاقتراب من اسفين يلتقطه من خراب الأرض ؛ ليدقه في عرش الانتماء الوطني فهو خائن عقلا وحكما. ولم يخيفني يوما جهل جاهل بقدر ما أخافني ولا زال جهل وضحالة فكر البعض من مدعي الإعلام الرياضي والذين يسترزقون أقواتهم ودخولهم من فحيح سام يصدرونه بغوغائية تحمل في طياتها شعارات الجهوية والمناطقية والفئوية والعنصرية! يتبارون في الألفاظ وغريبها، وفي الكلمات وبريقها ، ليس مدحا أو إعلاء لقامة الوطن ولكن لمجرد الطعن والنيل من الآخرين المنتمين لأندية تنافس ناديهم المفضل ، فإن كان هؤلاء الآخرين في ذات المدينة فإن عبارات النوعية والفوقية والطبقية يتم إسقاطها عليهم ، وإن كانوا في مدينة أو منطقة أخرى فهم من قارات أفريقيا وآسيا وما تبقى من العالم! بكل صدق وموضوعية لا يوجد في مجتمعنا ما قد يفرق ويمزق أكثر من ولاءات قطعة الجلد المنفوخة وما يتبعها من أفكار أكثر فراغا لا تصدر حتى من ألد الأعداء وأشرس الدخلاء! هؤلاء لا بد من التصدي لهم والأخذ على أيديهم بما يتفق وعظيم الجرم؛ لأنهم خيوط سوداء نشاز في رداء المجتمع المغزول بألوان الطيف الجميل ، وأطلب بصراحة ووضوح من جهات العلاقة مثل وزارة الثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الداخلية وهيئة التحقيق والادعاء العام الوقوف بحزم في وجه كل ناعق يستخدم الرياضة وحراكها المستمر ليمرر رسائل الكراهية والعصبية والشعوبية، وليكن ذلك علنيا فالوطن أهم وأغلى وأبقى من شخبطات وكلمات شواذ الفكر والمنطق. إن من يقول عبارات من مثل (الدوري لا يجب أن يخرج عن المنطقة الفلانية) أو (يجب ألا ننتقد اللاعب الفلاني فهو من أولاد مدينتنا) أو(أنا ضد النادي الفلاني لأنه من المنطقة الفلانية) ، فهو يلغ من إناء المناطقية والعنصرية والجهوية المقيتة ، وانظروا لما يحصل في الدوري الأوروبي والعقوبات المطبقة بحق النادي والجماهير عندما يتلفظ أحد المشجعين بعبارة عنصرية ، وتأملوا في حجم الخسائر حتى على المستوى المعنوي قبل المادي. فإذا كان الدين وما ينبع منه من خلق رفيع لم ينه مزامير الفتنة من النعيق ، وإذا لم يجد معهم ضمير المسؤولية الشخصية ، وإذا لم يكن لديهم حاكم من عقل أو مانع من قانون فلا بد من المحاكمة باسم الوطن وساكنيه وباسم التراب الذي سالت عليه دماء الموحدين. وأثناء منتدى جريدة المدينة للإعلام الرياضي في عام 1428ه وجهت مختصرا لما سبق لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه (الرئيس العام حاليا) أحذر فيه من سلوك بعض الشائنين من منظري الغفلة في المجال الرياضي ، وها أنا ذا أكررها فلم يبق إلا سقوط الناس على أيدي مذبحة التعصب فهل من مستمع؟ تغريده : قال نزار قباني (( هنا جذوري .. هنا قلبي .. هنا لغتي .. فكيف أوضح ؟ هل في العشق إيضاح؟! )).