حسنا كان إيقاف قناة أوطان التي حاولت إثارة الفتنة والطائفية في وطن الأمن والسلام وصدور الأمر السامي الكريم بإيقاف القناة وإحالة المسؤولين للتحقيق وبالطبع، لم يكن تصرف القيادة الرشيدة بهذا الحسم وهذه السرعة، نابعا من حاجة لكسب ود أهالي نجران وضمان ولائهم الذي لم يشكك فيه أحد يوما ما، بل جاء من موقع شعور المليك بالمسؤولية كراعٍ لهذا البيت السعودي الكبير، وإدراكه أنه مسؤول عنه بين يدي ربه كما يردد دائما. والحقيقة أنا لست معنيا هنا بتفنيد تلك الترهات والسفسطة الضحلة التي ندرك جميعا أنها محض افتراءات كاذبة، إذ لنا في قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «من كفر من يقول لا إله إلا الله فقد كفر» خير مؤدب عن التشكيك في نوايا الناس وأبلغ وازع عن الخوض في أعراضهم. *** نجران مدينة تجارية، ومركز مهم، يمثل إحدى المحطات التجارية المهمة على الطريق التجاري المتجه إلى شمال الجزيرة العربية الشرقي والغربي، فأطلق عليها بطليموس لقب (متوربولوس) (أي الأرض السعيدة)، وهي تطل اليوم على المنطقة الشرقية من جهة الشرق، كما تطل من جهة الجنوب على الجمهورية اليمنية، ولا شك أن كل حصيف، يدرك أهمية هذا الموقع الاستراتيجي، وما يمكن أن يكون له من دور في تأزم الموقف، وتفتيت عرى اللحمة الوطنية والنهش في جسد هذا الوطن العملاق والكيان الشامخ الذي بناه الأجداد بقيادة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ودفعوا أرواحهم الطاهرة ثمنا لمهره الغالي. *** فلنقل بصوت واحد لكل ناعق وحاقد، مثلما اختار أهل نجران القتل عندما خيرهم ذو نواس (يوسف أسأر) بين الدخول في الديانة اليهودية أو القتل، فخد لهم الأخاديد، وحرقهم بالنار، وأعمل فيهم السيف قتلا وتنكيلا، ومثل بهم حتى قتل منهم نحو عشرين ألف نسمة .. إلى آخر الرواية التاريخية المشهورة، فمثلما فعل أهل نجران ذلك آنذاك، فهم يختارون اليوم طواعية الوقوف صفا واحدا خلف قيادتهم الرشيدة مهما تعالت أصوات نعيق الجهلة والحاقدين. *** فليعد هؤلاء قراءة التاريخ الذي هو خير شاهد على ولاء ووفاء أهل نجران وقبائل يام لوطنهم ولقادتهم من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله. ولنتجه كلنا للعمل والإنتاج والبناء وتحقيق التنمية، يدا واحدة وقلبا واحدا، ولنترك أمر هؤلاء المثبطين والحاقدين لقيادتنا الرشيدة، التي نثق في حبها لنا، وحرصها على كرامتنا. عبدالله بن صالح بن هران آل سالم