هذه الثلاثية، ليست بثلاثية نجيب محفوظ ولا ثنائية حنا مينة، ولا حتى خماسية عبدالرحمن منيف، كما أننا لسنا في مجال المقارنة بين «ثلاثية النكد» الدامية التي سنتحدث عنها هنا وبين سرد هذه الروايات الجميلة والمفيدة للثقافة عامة، والمفعمة بجماليات الأساليب العذبة في طرح الرؤى والتصورات الفكرية الأدبية المتماهية مع ما تعنيه من زخم حافل بالأحداث والوقائع التاريخية ذات الأمكنة والأزمنة الماحقة التي جسدتها هذه الروايات بصور تترى مثرية لعقول قرائها لتجعل من القارئ لها يعيش المكان والزمان في آن، آخذة بمجامع الأفئدة !! ثلاثية النكد هذه.. إنها بمثابة فصول من أصول رواية لدولة «إقليمية ثورية» تريد الوصول لأهداف وغايات دفينة لإيقاظها وفرضها عبر أحزابها وأذنابها، وبأياد عربية كانوا هم أدواتها وشر معين لها.. نعم هذا هو الشيء الملموس والمؤكد على أرض الساحة العربية المستباحة فيما يجري من ممارسات خاطئة وقاتلة تتواجد في أماكن عربية كانت في أمان قبل العبث بأمنها ووحدة أراضيها، وهي الأماكن المبتلاة بزعامات الأحزاب والأذناب التي ضعضعت متعة التعايش البشري.. وتعمل جاهدة بنكد ومكيدة في قلب الأوضاع المطمئنة السائدة في هذه البلدان العربية الجميلة التي يتم العبث بها، فلا زالت الزمرة العاقة لأوطانها والمنتمية لربيبة نعمتها والغارقة في وحل أموالها، تعمل جاهدة لزعزعة التعايش الوطني بين أبناء الوطن الواحد بكل ألوانه وأطيافه! أليس العراق ولبنان واليمن، أقرب مثال والأقرب تحزبا لدرجة استعمال السلاح المدمر في وجوه مواطني هذه الدول العربية الشقيقة التي عانت كثيرا من القتل والتعدي على حرياتهم !!. إذن نحن نعيش اليوم عداوة المكان من الجائر الإقليمي، ونعاني من عدوى وبلوى الزمان في تعدي الإنسان على أخيه الإنسان المسلم، حينما تمثل ذلك كله في اضمحلال الأخلاق وفقدان معنوية الجوار، وقسرية التدخل السافر في شؤوننا العربية .. فضلا عن دول عربية أفريقية أخرى مزقتها التدخلات الدولية، ناهيك عن «القاعدة» التي وجدت ملاذا بها، امتدادا من جبال الصومال لجبال اليمن .. فبهذه المحاور الخطرة اكتملت حلقة الأشرار التي لا تذر بشرا ولا حجرا ولا شجرا.. والسؤال: متى ينتهي هذا العبث المدمر؟ الذي لازالت أضراره فادحة ولازالت تستفحل شروره وضحاياه ؟.. فقد أذكى الأشرار أوار القلاقل والفتن وتبعهم جهلة منساقون بغوغائية كالغربان الناعقة في فضائيات على مدار الساعة زاعقة!!. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة