تتجه الأنظار السعودية اليوم إلى أستراليا ، لمتابعة لقاء منتخبنا ونظيره الأسترالي ، لإغلاق ملف حسم خطف البطاقة الثانية والتأهل للمونديال المقبل ، لقاء اليوم يمثل نقطة تحول مفصلية ومركزية ، ليس فقط حسما للتأهل ، ولكن لاستعادة ولو جزء من كبرياء الكرة السعودية المفقود مع كثرة الانتكاسات والتخبطات والكبوات المستمرة ، لقاء اليوم ليس مجرد مباراة عادية ولا نقاط ثلاث ، بل هو انتصار على الظروف والمصاعب والعقبات ، واستعادة للثقة والطموح اللذين شكلت المونديالات الأربعة الماضية دعائم إيجاب وتحفيز لهما حتى أصبح التأهل لقائمة ال32 مسألة اعتيادية مفروغا منها!! أستراليا ضمنت التأهل كأول للمجموعة ، وليس معنى ذلك أنها ستترك الساحة رحبة أمام منتخبنا الآتي من أقصى غرب الطموح لمشرقه ، فعلى الطريق تقف عمان لتصيد أخطاء الأخضر وعثراته ، المزاد مفتوح ومن أراد الوصول فليعمل لأجله ضمن لقاءي (أربعاء الغضب) ، مفترض أن نستغل كل التفاصيل وأدقها ونشكل ملحمة تنتهي ببطاقة التأهل الخضراء بإذن الله! فطموحاتنا للقاء اليوم تعانق السماء ارتفاعا .. ولكن من المسؤول عن ترجمة كل ذلك .. هل الأحلام أم المشاعر القومية أم دعاء الوالدين؟! لنكن منطقيين .. إذا استطعنا عمليا/ ميدانيا تحقيق الهدف سنتأهل ، وأما إذا أخفقنا وضللنا الطريق فسوف نعود للمسلسل الطويل الممل والمكرر من الانتكاسات والقذف المعاكس من الاتهامات ، فكل سيسقط على الآخر ضمن حلقة السقوط المطاطية المشروخة!! التفاؤل مطلوب ، ولكن الحرص والانتباه مطلوبان أكثر للاعبين ، فمجرد ولوج هدف مبكر لا قدر الله سيربك أوراقنا ويبعثر طموحاتنا ويذهب بها بعيدا لمونديال آخر .. قد نكون أو لا نكون!! وجود ريكارد وخبرته الفخمة بالمونديالات كنجم دولي صنع الفارق مع منتخب الطواحين مهم وأساسي ، وإن كنت أتمنى أن ترافق المنتخب بعثة من النجوم الدوليين القدامى كأنور وماجد والدعيع والجابر والتمياط .. إلخ .. لدعم اللاعبين معنويا وشحذ طموحاتهم ، وإعطاء الوجوه الجديدة خلاصة خبراتهم الدولية التراكمية ، فحتى وإن لم تأت تلك الخطوة كبادرة من القائمين على المنتخب فإن دعم المنتخب واجب وطني على الجميع لتجاوز الظروف العصيبة المختلفة والخروج من عنق الزجاجة ، وما يشجع على إحياء الآمال جوقة اللاعبين الشباب المطعمين بالقلة من أصحاب الخبرة ، مما يعزز حضور من كنت آمل وجودهم كبعثة مرافقة! على ريكارد ومنتخبه أن يخرجوا من بالهم تشكيلة أستراليا التي لن تتوقف عن الخطورة ، فحتى رديفها ربما يكون (أسوأ) ، معروف أن اللاعب الحديث العهد بالمنتخب يحاول إخراج أفضل ما لديه لإثبات جدارته باللعب ، كما لا يجب أن تشكل تصريحات مدرب أستراليا استفزازا لمنتخبنا ولا تعطيلا لطموحاتنا وآمالنا في التأهل ، بل يجب أن تكون عامل دفع وتحفيز يولد القوة ويبعد الإحباط والانهزامية ، اليوم كل التفاصيل على المحك .. ريكارد .. المنتخب .. والظروف المختلفة ، فالكل يبحث عن مخرج صدق لمأزقه ، وما كثرة الأزقة الضيقة في قائمة لن تنتهي من الإسقاطات المتوقعة!! اعذروا السقف المحدود لتوقعات الشارع السعودي الذي بات يخشى أن يحلم ويتأمل ويتنفس الصعداء قبل أن يتأكد ويستفيق على حقيقة التأهل!! الروح .. القتالية .. استغلال هوامش الفرص .. التحرر من الرقابة .. وخلق الحلول الإدراكية .. أسلحة مختلفة لهدف واحد هو التأهل ولا شيء غيره ، فهل سنكون أم لا؟!.. ذلك ما ستصادق عليه النتائج وليس الدعوات وحدها!!