من المؤسف أن يكون بيننا مَنْ يتظاهر بالدِّين بل وتطبيق شرع الله ثم نكتشف أنه أحد الفاسدين في عمله المؤتَمَن عليه أمام الله ثم أمام الدولة التي منحته المسؤولية والثقة. ومن المخجل أن نشاهد مواطنين لا همَّ لهم إلا جمع الثروة أياً كان مصدرها لرفع أرصدتهم المليونية دون حق ، بل إنها أتت من مكتسبات حرام ، ومن حقوق مواطنين آخرين أعطوهم الثقة المطلقة؛ ليكتشفوا أن من وثقوا بهم ليسوا إلا خونة لأماناتهم. لقد تكشفت في الأيام الماضية خيوط الفساد في الباحة ، التي كان أبناؤها يحاربونه ويمقتون فاعله ؛ لأنهم تربوا على عقيدة صحيحة ، وللأسف أن التحقيقات أدانت بعض أبناء المنطقة الذين غيَّروا الصورة الجميلة عنها ، لكنهم - ولله الحمد – قليلون ، ويُعتبرون شاذين عن المسلك الصحيح لأبناء المنطقة الشرفاء. لقد كان لجهود صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز دور كبير في كشف هؤلاء المفسدين ، الذين كانوا يعتقدون أنهم سينفذون بفعلتهم ولن تطولهم يد العدالة ، وما علموا أن الله يُمهل ولا يهمل ؛ وأن لكل ظالم ومفسد نهاية ، ولن تنفعه الأموال التي جمعها في حالة ضعف منه ، وكلنا أمل بألا يتكرر ما ادعاه مفسدون في مناطق أخرى من أنهم لم يكونوا في قواهم العقلية وقت ارتكابهم الفساد ، وأنهم كانوا مسحورين أو تلبَّسهم الجن ؛ حتى يبرروا فعلتهم السيئة ، وينفذوا من تطبيق الأحكام الشرعية بحقهم. إننا نطلب من صاحب السمو الأمير مشاري - حفظه الله - أن تأخذ العدالة مجراها ضد مَنْ تثبت إدانته ، وأن يُطبَّق بحقه شرع الله ؛ حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه أن يسلك هذا المسلك ، وحتى لا ندع الفساد ينخر أجسادنا ونحن ننظر إلى فاعله بحسن نية. ونحن متأكدون من أن سموه لن تأخذه في الحق لومة لائم ؛ فهو منذ وطئت قدماه المنطقة يعمل جاهداً لتكون الباحة من أولى المناطق ازدهاراً ورُقيًّا في شتى مناحي الحياة ، خاصة في المجال السياحي ؛ فهل نترك لسموه الكريم أن يحقق لنا ذلك؟ هذا ما نتمناه.