يُقال أن أحد البنوك اليابانية سيطبق اعتباراً من سبتمبر المقبل تقنية ثورية جديدة في دنيا العمليات المصرفية. وبموجب هذه التقنية سيودع العميل بطاقاته المصرفية وشيكاته الورقية ونماذج السحب والإيداع. اسم البنك (أونماكي كيوريتسو) والتقنية الجديدة هي أجهزة قادرة على التعرف على أوردة كف اليد ، فليس في الكون بشران يتطابقان في هذه الأوردة ، تماماً كما في بصمات أصابع اليد ، فسبحان الله أحسن الخالقين. ويبدو أن هذه التقنية ليست جديدة تماماً ، لكن استخدامها ظل محصوراً في التعرف على شخصية صاحب البطاقة البنكية عند استخدامها في المحلات التجارية للحيلولة دون التزوير والسرقات. الجديد اليوم ممارسة جميع الأعمال البنكية الاعتيادية من إيداع وسحب ودفع بمجرد مسح الجهاز لأوردة كف اليد للتثبت من صاحب الحساب. الموعظة الأولى: ما هي الحدود التي سيتوقف عندها إبداع الإنسان التقني والعلمي؟ ما هذه القفزات الهائلة في تطبيقات المعرفة وبلوغها هذا الحد مما كان إلى عهد قريب من الخيال العلمي البعيد؟ وأي نظام تعليمي يسهم في بناء الفرد المبدع كي يفكر ويكتشف ويحاول ويجرب؟ بل السؤال أي منظومة مجتمعية متكاملة تساهم في هذا البناء الوثاب؟ إنها منظومة متكاملة ، إذ لا يمكن للعقل أن يبدع إلا في ظل تكامل وتكاتف كل المؤسسات المجتمعية من تعليم وصحة وأمن وسياسة وحرية وثقافة وحضارة! إنها روح الفريق التي تطغى على المجتمع كله ، فتقصي الأناني والجشع والكاذب والمفسد. كذلك هي عوامل النجاح عندما تجتمع ، وآليات التحفيز عندما تعمل ، وصور التكافؤ والعدالة عندما تسود. وأما الموعظة الثانية ، فمن الداخل .. عن الشيكات المسترجعة التي سيودعها العالم قريبا ، ونحن لا زلنا نعيش في ظلال مشكلاتها ومهازلها ، نعم تقلصت أعدادها لكن لم تتراجع إجمالي مبالغها كثيراً لقد (تاب) الضعفاء و(الخوافون) ، لكن يبدو أن (الواصلين) لم يتراجعوا ، فكثير منهم لا يبالون وهم في النهاية مطمئنون لطول الإجراءات وبحبوحة النظام ، بل إن آخر ديتها كما يُشاع دفع شيك بديل ، أو المساومة على حسم كبير ، وتنتهي القضية بسلام واستسلام. أيها اليابانيون: أنقذونا من ورطة الشيكات! رجاء افعلوا!!