نتحدث عن كرة القدم ونتعاطى فلسفة الخوض في غمار منازلاتها فيما ثوابت هذا التعاطي لاتخرج عن إطار الانتماء الفاضح فئة تعلن التضاد مع الحقائق دعما لمن تحب وفئة أخرى لاتقبل بأي خيار سوى خيار استغلال كل المساحات وكأنها الوصي الأوحد على هذا النادي أو ذاك. عقود تساقطت من حزمة التاريخ الرياضي فتساقطت معها مثالية النقد وبعض من نزاهته ، ففي زمن الانتماء للنادي والكتابة بمداد التعصب والغلو في مضمونه هانحن كرياضيين لانزال نعيش الأزمة .. أعني أزمة هذا الداء الذي بات ينهش جسد الرياضة. التعصب مرض والإصرار عليه جريمة والمدرجات التي هي مرتع الجمهور لم تعد بحاجة إلى من يؤججها بقدرما هي اليوم في أمس الحاجة إلى إعلام حقيقي يتسم بالوعي ويتمسك بدوره كموجه لا كمحرض أو كأداة من تلك الأدوات التي تفتعل المشاكل بحثا عن إثارة مؤقته تأثيرها قد ينسف الروح الرياضية ويضربها في وريد قاتل. كرة القدم وجهها الجميل تبرز ملامحه في مهارات نجومها وتتجلى في مثالية منافساتها .. أما الآخر القبيح فلا يزال يحضر دائما بحضور هذا الاحتقان المقيت الذي ترسخه بعض الأقلام والأصوات التي استهوت لعبة التضليل والتحايل .. وباتت في المعنى والمضمون أشبه بالداء الخطير الذي يداهم مستقبل الرياضة وكل من ينتم لمجالها الكبير. وبعيدا عن هذا المحور الذي لاجديد فيه بودي أن اسأل: هل مثل هذا الفكر الذي يملكه اليوم أحمد الفريدي كفيل بأن يبني له المستقبل الاحترافي الصحيح؟ اللاعب النجم قد يخسر كل مكتسبات نجوميته إذا ما أصر على أن يكون لعبة في أيادي من هم خارج أسوار ناديه. الفريدي نجم لايزال في أول الطريق لكنه بالاستناد على بعض تصرفاته قد يختصر كل المسافات ويصل ولكن إلى هاوية الضياع. منهجية الأهلي لا تقبل بالعشوائية ، ومن يحاول أن يقحم الأهلي أو يسعى إلى نسف استقراره الإداري والفني فهو واهم. الأهلي كبير بوعي من يقوده ، وراق بفكر من يمثله.. ومن يرغب في أن يدرك أبعاد هذه الحقيقة ما عليه إلا يعرج على أروقته ليجد الفارق والبون الشاسع بين كيان تأسس على الاحترافية وبين بقية هي أبعد ما تكون عنها. ختاما جمهور الأهلي مطالب بوقفة كبيرة في مهمة الخميس .. كون هذه المهمة هي المنعطف الأهم في مسيرة سفير الوطن صوب اللقب. أعلم يقينا بأن جماهير الأخضر وفية .. عاشقة .. محبة .. لكن ومن باب التذكير فقط أقول لقاء الخميس لقاء يشبه البطولة وبالتالي فوقفة هؤلاء مقدمة في صورة الانتصار .. وسلامتكم.