مهنة الإعلام مهنة مهما تعددت وسائلها إلا أنها تبقى بمثابة اللعبة التي يكسبها الشاطر برأيه لا بلونه واسمه وشنبه. هذه الحقيقة التي يحاول البعض تغييبها لاتزال تبعث في من ينتمي إليها شعاع الأمل بقادم تشرق فيه منطقية ما يطرح ويقال عبر هذه الوسائل ، حتى تستطيع أن تمنح المتابع لها حقه المشروع في معرفة الواقع كما هو لا كما يحاول أن يرسمه لنا هذا المسؤول أو ذاك لمجرد أنه فقط يبحث عن الثناء ويمقت الانتقاد. قبل أيام ، ومن خلال بعض البرامج الرياضية المتخصصة سمعت واستمعت لمن يتحدث عن أن البعض ينتقد ولم يخط شنبه بعد ، ولا أعلم هل من الشروط والاشتراطات أن يصبح صاحب (أبوشنب) وهل تقاسيم وملامح وأعمار المنتمين لوسائل الإعلام هي من يحدد اتجاهات الصح من الخطأ؟ اسأل مع كامل الاعتقاد بأن القوة للرأي المطروح لا في صاحبه ذلك أن الكلام البليغ المقنع المفيد هو الذي يبقى وما عداه يذهب ويتلاشى ، فلماذا يتحسس بعض المسؤولين في هيئة دوري المحترفين من النقد؟ بل السؤال المهم لماذا يصرون على أن أي نقد لن يصبح مقنعا ولامقبولا إلا من خلال (الشنب)؟ من هنا يمكن القول إن الفجوة القائمة بين بعض المسؤولين وبين ما يتم طرحه إعلاميا باتت تتسع باتساع الفهم الخاطئ وبالتالي فليس من الغرابة أن تستمر الإخفاقات متلازمة مع واقع الرياضة السعودية التي لم يسبق لها أن شهدت مثل هذا الوهن الذي أصابها سواء على صعيد النتائج أم سواء على صعيد القرارات وآليات التخطيط المستقبلي لها ، فطالما أن البعض من رواد المسؤولية باتوا أكثر حساسية من النقد فمن البديهي أن تتفاقم حدة الإخفاق ومن الطبيعي جدا أن تصبح الحلول غائبة. صدقوني لو أن (الشنب) سيحقق المأمول لن أتردد في أن أدخل في منافسة محمومة مع صديقي وزميلي وأخي عبدالله جارالله المالكي وأجعل شنبي عنواناً عريضاً يحكي قصة ملامحي قبل أن يحكي قصة نقدي وانتقادي وكلامي المكتوب. أقول: لن أتردد مع الاعتقاد بأن الرياضة السعودية تحتاج إلى المضمون لا إلى الهوامش كما تحتاج لنوعية النقد المطروح لا إلى نوعية ذات الشخص ، كون الغاية في عمق الكلمة لا في من يخطها أو ينقلها أو يصدح علنا بحروفها وكل إخفاق و(شنبي بألف خير). ابتذال الإثارة في بعض برامجنا الرياضية مرض وداء عضال آن الوقت لكبح جماحه. بعض البعض يتناوب على هذه البرامج لكنه في الأخير يخرج مهزوما أمام ذائقة مشاهد لا تقبل إلا ما يليق بالوعي. هؤلاء أو بعضهم قد يكون لهم في قول ما يختلج بدواخلهم لكن ما ليس بحقهم أن يجعلوا من الإثارة ابتذالا مشوها ومكسورا ووجبة يومية تفرض على الناس حتى وإن غضبوا. هؤلاء أو بعضهم يجب أن يحترموا العقول حتى لا يواصلوا مسيرة السقوط .. وسلامتكم.