مكة البلد الحرام .. مهوى الأفئدة وغاية النفوس. المدينة التي أولاها خادم الحرمين الشريفين عناية لم تجدها من قبل ، مشفوعة باهتمام خاص من سمو أمير المنطقة. ولذا خُصصت لمشاريعها ما يزيد عن مائة مليار ريال. كل ذلك لخدمة البقعة المطهرة ، وفي سبيلها ترك ألوف المكيين بيوتهم ودورهم .. أخلوها لتنفيذ مشروعات هائلة طموحة تخدم الزائرين والمعتمرين والقائمين والعاكفين والركع السجود. وهؤلاء لا بد لهم من بديل داخل البلد الحرام كي ينعموا بفضله وجزيل أجره وعظيم بركته. ولطبيعة المدينة المقدسة ، فإن البدائل تظل محدودة قياساً بحجم الطلب. ومن أولى هذه البدائل مخططات ولي العهد في مكةالمكرمة التي يقع جزء كبير منها ضمن حدود الحرم الشريف. ويُقال إن هناك 20 ألف قطعة يمكن أن تؤوي في نهاية المطاف قرابة نصف مليون نسمة إذا سُمح فيها بتعدد الأدوار وتوفرت الخدمات والمنافع. ومع هذا تظل الخدمة الأهم عصية على هذه المخططات التي تتسم بحسن تخطيطها وانبساط أرضها وعليل هوائها .. تظل خدمة الكهرباء غائبة منذ سنوات مضت ، ولا أمل يلوح في الأفق مع أن أمانة العاصمة المقدسة قدمت كل التسهيلات المطلوبة منها. المنطق يقول : إن الدولة أكرمها الله دفعت عشرات المليارات من التعويضات المالية مقابل إزالة أحياء حول الحرم ، فلمَ لا تُضاف للفاتورة مليار أو اثنان لتوفير هذه الخدمة الحيوية جداً للمخططات المشار إليها. والمنطق يقول كذلك إن الدولة تفضلت مشكورة فقدمت قرضاً لشركة الكهرباء يتجاوز 50 مليار ريال لخدمة المواطن أينما كان في هذه البلاد الغالية ، فلماذا تبخل الشركة العزيزة على مكةالمكرمة وأبنائها البررة بإدخال هذه الخدمة لأحسن البدائل المتاحة للسكنى بعد رحيلهم عن دورهم وسكناهم السابقة!! وهذه الميزانية القادمة للعام 2012م توشك أن تصدر عما قريب ، فهل يا ترى تتضمن بشرى بل بشائر جميلة لأبناء العاصمة المقدسة!! رجاؤنا لمعالي وزير المالية أن يستثنى البلد الحرام من كل القيود والضوابط والتعليمات وأن يجعل لهذه المنطقة مخصصاً يفي باحتياجاتها من الكهرباء والماء وبقية الخدمات!! قالوا من لها؟ وأجابوا : وزيراً فاضلاً يُقال له إبراهيم!!