قبل ثلاثة اشهر تطرقت هنا الى تفاصيل رحلة برية سلكت خلالها طريق الطائفالباحة من تربة شمالا حتى محافظة البشائر جنوبا ، ولاحظت مالا يسر حقيقة بداية من سوء التنفيذ الواضح في طبقة الإسفلت التي لم يمضي عليها اشهراً او إلى توقف تام عن التنفيذ في كثير من اجزاء الطريق ، وتساءلت يومها عن حقيقة كيف تتم عملية استلام تلك المشاريع ووفق أي معايير ياترى يتم إجازتها ، اما التعثر او التوقف عن مواصلة التنفيذ فالشاهد عليه مساحة الطريق جنوب بلجرشي حتى محافظة البشائر والذي يظهر أن المقاول او المقاولين توقفوا تماما حيث لايوجد على طول الطريق أي معدات اللهم (شيول) واحد فقط في طول مساحة تزيد عن (90) كم ، ولا يوجد ما يوحي بالعمل بل إن اجزاء تعد شبه جاهزة لوضع طبقة الإسفلت مضى عليها اشهر دون إكمالها مما يتطلب إعادة تجهيزها مجددا. وكنت أخشى ما اخشاه ان تكون وزارة النقل والطرق قد سلمت المقاول او المقاولين مشاريعا جديدة فسحبت معداتها لتلك المشاريع وكأن شيئا لم يكن. وتركت للمقاول او المقاولين الإيهام بأن هنالك عمل (ما) مما ينذر بتكرار المشكلة بل والتعود عليها وكأنها المطلوب اصلا. ايضا يلاحظ عابر الطريق أن هنالك أجزاء في المساحات المنبسطة قد تم إنجازها وتركت دون فائدة لعدم تكملة بقية الأجزاء لأنها يعترضها جبل او تحتاج إلى جسر او عبارة ، وهذا خطأ فني قاتل يؤثر مستقبلا على ترابط أجزاء الطريق ، وقلت يومها يظهر ان المقاول او المقاولين يقومون بمثل ذلك من انجاز الاجزاء ذات المساحات المنبسطة حتى ولو لم تتجاوز امتارا بسيطة من اجل إستلام مستخلصات عاجلة ، وتأجيل الاجزاء الصعبة والمحملة اصلا على كامل المشروع إدراك منها بأنها غير قادرة على إكمال المشروع ، وبذلك تكون قد استملت تلك الشركات مبالغ كبيرة دون تنفيذ واقعي على الارض ، رغم أن تلك المشاريع في الأساس قد تجاوزت مدة التنفيذ مضاعفة ولا أدل على ذلك من الطريق المشار اليه وطريق الباحة المطار وهنالك العديد من الطرق ان لم يكن معظمها وللمقارنة ذكرت يومها وخلافا لذلك وانا عائد لجدة سلكت طريقا آخر ولاحظت تنفيذ طريق الخرمة إلى تقاطع طريق الرياضالطائف وبطول اكثر من (85 كم) ينفذ وفي فترة وجيزة تم تنفيذ اجزاء كبيرة من الطريق ويلاحظ كثافة معدات المقاول بشكل يوحي بالجدية والتنفيذ في الوقت المناسب وهذا هو المطلوب. وحقيقة مؤكدة أن الوزارة لاتستطيع ان تكون شمسا تشرق كل يوم على مشاريعها التي تحت التنفيذ في شتى مناطقها إلا من خلال إدارات الفروع ومكاتب الإستشارات والاشراف ومدى مواكبتها لما يطرح من مشاريع ، وإدارة الطرق بالباحة يظهر والله العالم انها لاتملك فريق (اصطف) فني قادر على المواكبة والمتابعة إذ أن اغلب مشاريع الطرق في الباحة متعثرة وبشكل اشبه بالتوقف واغلب المشاريع الآن هي كذلك. وقلت يومها محذرا الخوف من أن المقاولين هنالك يخفقون في مشروع او مشاريع ويرسى عليهم مشاريع آخرى ، وهذا للأسف ما حدث فبالأمس تم ترسية مشاريع على نفس المقاول المتعثر وبأكثر من ربع مليار وهنا ادركنا بجلاء السبب الرئيسي في تفشي ظاهرة تعثر مشاريع الطرق بالباحة ، فكيف إذا نجنب المنطقة مخاطر هذا التعثر المخيف هذا وبالله التوفيق.