كنت في الأسبوع الماضي في رحلة برية سلكت خلالها طريق الطائفالباحة من تربة شمالاً حتى محافظة البشائر جنوباً ، ولاحظت مالا يسر حقيقة بداية من سوء التنفيذ الواضح في طبقة الإسفلت التي لم يمضِ عليها أشهر أو إلى توقف تام عن التنفيذ ، ولا أعلم حقيقة كيف تتم عملية استلام تلك المشاريع ووفق أي معايير ياترى يتم إجازتها ، اما التعثر او التوقف عن مواصلة التنفيذ فالشاهد عليه مساحة الطريق جنوب بلجرشي حتى محافظة البشائر والذي يظهر أن المقاول او المقاولين توقفوا تماماً حيث لايوجد على طول الطريق أي معدات اللهم (شيول) واحد فقط طول مساحة تزيد عن (90) كم ، ولا يوجد ما يوحي بالعمل بل إن أجزاء تعد شبه جاهزة لوضع طبقة الإسفلت مضى عليها أشهر دون إكمالها مما يتطلب إعادة تجهيزها مجدداً ، وأخشى ما أخشاه أن تكون وزارة النقل والطرق قد سلمت المقاول أو المقاولين مشاريع جديدة فسحبت معداتها لتلك المشاريع ، وكأن شيئا لم يكن ، وتركت للمقاول او المقاولين الإيهام بأن هنالك عملاً (ما) مما ينذر بتكرار المشكلة بل والتعود عليها وكأنها المطلوب أصلاً. أيضا يلاحظ عابر الطريق أن هنالك أجزاء في المساحات المنبسطة قد تم إنجازها وتركت دون فائدة لعدم تكملة بقية الأجزاء لأنه يعترضها جبل أو تحتاج إلى جسر أو عبارة أو ردم منخفض ، وهذه خطأ فني قاتل يؤثر مستقبلاً على ترابط أجزاء الطريق ، ولكن يظهر أن المقاول أو المقاولين يقومون بمثل ذلك من إنجاز الاجزاء ذات المساحات المنبسطة حتى ولو لم تتجاوز أمتاراً بسيطة من أجل استلام مستحقات مستخلصات عاجلة ، وتأجيل الاجزاء الصعبة والمحملة أصلاً على كامل المشروع ، إدراكاً من أولئك المقالين بأنها غير قادرة على إكمال المشروع ، وبذلك تكون قد استلمت تلك الشركات مبالغ كبيرة دون تنفيذ واقعي على الارض ، رغم أن تلك المشاريع في الأساس قد تجاوزت مدة التنفيذ مضاعفة ، ولا أدل على ذلك من الطريق المشار إليه وطريق الباحة المطار وهنالك العديد من الطرق ومنها طريق بني كبير العقيق الذي يتضح بوادر تعثر ، وخلافا لذلك وأنا عائد لجدة سلكت طريقاً آخر ولاحظت تنفيذ طريق الخرمة إلى تقاطع طريق الرياضالطائف وبطول اكثر من (85) كم ينفذ وفي فترة وجيزة ، تم تنفيذ اجزاء كبيرة من الطريق ويلاحظ كثافة معدات المقاول بشكل يوحي بالجدية والتنفيذ في الوقت المناسب وهذا هو المطلوب. وحقيقة مؤكدة أن الوزارة لاتستطيع أن تكون شمساً تشرق كل يوم على مشاريعها التي تحت التنفيذ في شتى مناطقها إلا من خلال إدارات الفروع ومدى مواكبتها لما يطرح من مشاريع ، وإدارة الطرق بالباحة يظهر والله العالم أنها لاتملك فريق فني قادر على المواكبة والمتابعة إذ إن اغلب مشاريع الطرق في الباحة متعثرة وبشكل اشبه بالتوقف واغلب المشاريع الآن هي كذلك. والخوف من أن المقالولين هنالك يخفقون في مشروع أو مشاريع وترسى عليهم مشاريع آخرى وهذه سبب رئيسي في تفشي ظاهرة تعثر مشاريع الطرق بالباحة ، والذي نتمنى على الوزارة جدية تأهيل الفروع المناطقية لتكون مواكبة ونتلافى من خلال ذلك هذا التعثر المخيف هذا وبالله التوفيق