مع تقارب حظوظ المنتخبات الآسيوية بالمجموعة الرابعة والتي يأتي منتخبنا وصيفا بترتيبها خلف الأسترالي وعمان وتايلاند ، تكون فرص التأهل عن المجموعة متساوية بنسب قريبة ومخيفة للغاية، خاصة بعد فوز منتخبنا على تايلاند الذي «أثلج الصدر»، وفوز عمان على أستراليا الذي أعاد الرغبة والطموح وخلط الأوراق والتوقعات وبث التفاؤل بهذه المجموعة! واليوم وهو الأهم يلعب منتخبنا أمام الشقيقة عمان مباراة هامة ومفصلية ومفترق طرق بطريق التأهل للمونديال القادم، وكما ذكرت : الروح المعنوية للفريقين بأوج ارتفاعها وبنظرة مشتركة للفريقين وكأفضلية أرى ملامحها بمنتخبنا الوطني بعيدا عن الغرور (العنجهية) التي كنا نغلف لقاءاتنا الخليجية بها ومن ثم حرمنا أكثر من مرة من حصد الكأس الخليجية بداعي الأفضلية كدوري أو منتخب أو كعناصر ، ولكني أعني وجود مدرب كبير عالمي كريكارد ، بالإضافة للخبرة التراكمية للمنتخب بمثل هذه المراحل من التصفيات مع أننا سبق أن صدمنا في التصفيات الماضية بالخروج أمام المنتخب البحريني ، فحري بنا النظر (للأفضلية) وتفعيله بمرمى (الدافعية) لتحقيق مكاسب أفضل ، الأوراق مكشوفة بالذات على مستوى منتخبنا لتميز وحضور وقوة وانتشار الدوري السعودي بالمنطقة ولوجود محترف عماني بدورينا ما يزيد من تركيز عمان على كرتنا المحلية والدولية. اليوم نتمناها قمة خليجية أكثر جمالا وقوة عطفا على المناسبة الآسيوية التي يجتمعان عليها، والتوليفة العناصرية المميزة من الجانبين، عمانيا الحبسي المحترف بالدوري الإنجليزي والحوسني وبشير .. ، والتميز التتابعي الذي أصبح المنتخب العماني يقدمه بالتصفيات، فضلا عن تجاوزه (بعبع) المجموعة الأسترالي ، ويا خوفي من التعاطي بإسهاب مع مسألة المعنويات ، وأخشى أن تكون نقاط تايلاند وبالا علينا لا قدر الله ما لم نتجاوز تلك النفسيات ونلج مباراة عمان التي هي أشبه ما تكون بنهائي مبكر ، ومباراة خروج مغلوب بالنسبة للتفريط ، أو أي خسارة بنفسيات الطموح والتحدي ، وحصد مزيد من التتابع النقاطي والنتائجي والنفسي في مباراة أستراليا القادمة بسيدني الصعبة والغامضة. تحكيميا .. سأربط الموضوع بضرورة استفادة لاعبينا من درس تايلاند التي أسرف من خلالها (عطيف ومعاذ وعابد) بالتعاطي مع انفلات الأعصاب والتخلي عن الروح الرياضية (وما الداعي؟!) لا داعي فالمباراة على أرضنا والنقاط بالجيب الأخضر وليس هناك أي مبرر لأي تهور أو انفلات أخلاقي كدنا ندفع ثمنه ، وبالسياق أقف احتراما لقرار إدارة المنتخب معاقبة الثلاثي بحرمانهم من المكافأة المضاعفة للمراهقة الذهنية التي يقدم عليها بعض اللاعبين خاصة بالمباريات الهامة والمفصلية ... (عيب)! وباتجاه آخر ينبغي على إعلامنا الرياضي أن لا يندفع أكثر بتسويق فكرة هزيمة المنتخب أو جعله مستهدفا من قبل حكم المباراة الإيراني المقرر قيادته للقاء عطفا على الخلفية غير المستقرة المتوترة والحساسة بالعلاقة بين البلدين ، وبصراحة الاتحاد الآسيوي أخطأ بتقديره لتلك النقطة تلافيا لأي حساسيات أو مشاكل متوقعة ، (للاعبينا) .. نقول أخرجوا هوية الحكم من أذهانكم فلا يوجد حكم بالعالم يأتي وفي ذهنه هزيمة فريق يجعله يخسر موقعه ومكانته أو يعرضه لأي مساءلة أو مسؤولية ، وبالتالي فنحن نبرر مسبقا للاعبينا ونجهز لهم العذر مبكرا لأي إخفاق لا قدر الله ، دعونا نكون منطقيين وعقلانيين ومهنيين أكثر .. وبالتوفيق لمنتخبنا وسلامتكم..