في رحاب الجامعة الإسلامية ، أشار الضيفُ الشابُّ إلى أن رعاية الشباب لا ينبغي أن تكون حكرًا على الرئاسة العامة لرعاية الشباب ، بل هي مسؤولية ضخمة ، تبدأ من البيت بصفته الحاضن الأول ، ثم المدرسة بصفتها المستقبل للطفل ، أو المراهق معظم ساعات اليوم الحيوية التي يجتمع فيها مع أصدقاء المدرسة ، وشلة الأنس. هكذا كان سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب في لقائه بطلاب ، وضيوف ، وأساتذة الجامعة التي يقود زمامها المدير الخلوق معالي الدكتور محمد بن علي العقلا. لم يزايد الأمير على دور الرئاسة ، ولم يحمّلها فوق طاقتها ، ولم يزعم أنها البداية ، وهي النهاية بالنسبة للشباب في بلادنا ، بل واستمع بحرص ؛ وتفاعل بهدوء مع الاتّهامات الموجهة إلى الرئاسة العامة لرعاية (كرة القدم) ، أو (الرياضة) ، فانصبّ اهتمامها على الجسد دون العقل ، وعلى العضلات دون الفكر ، وعلى الملاعب دون قاعات الأدب والفكر. ورعاية الشباب في موقف لا تُحسد عليه ، فلا في الرياضة (تقدمّنا) ، ولا للأدب والفكر (تحمّسنا)! ولأن الحديث حُصر في مناشط الفكر والأدب والتربية ، فقد اعترف الأمير بأن ما تقدمه الرئاسة في هذا الجانب دون المأمول ، وإن بالإمكان أحسن ممّا كان ، وأضاف إن في الجعبة خططًا ودراساتٍ يُؤمّل أن تؤتي أُكلها ، خاصة فيما يخص تطوير بيوت الشباب ، وتفعيل دورها التربوي والثقافي ، وإخراجها من حيّز المباني القديمة المتواضعة إلى سعة الاستغلال الأمثل لمواردها وطاقاتها وإمكانياتها ، لتكون جاذبة للشباب ، مرتفعة باهتماماته وتطلعاته. انطباعي الشخصي أن المشوار طويل جدًّا ، وأن روح الفريق غائبة عن معظم المؤسسات الحكومية المفترض رعايتها للشباب ، فلا وزارة التربية والتعليم تملك رؤية واضحة، وآليات فاعلة لتربية الشباب ضمن إطار عصري متجدد يراعي ظروف العصر ومتطلباته ، وحقيقة أنه غدا قرية كونية تتصاغر مع كبر دور تقنيات الاتّصالات بأنواعها ، وصورها المتعددة. لا زالت (النغمة) التربوية الحكومية تقليدية لم تواكب المتغيرات ، وقديمة لا تؤمن بالمستجدات ، وجامدة لا تمتلك المرونة اللازمة ، بل هي في سبات عميق ، بينما العالم يركض حولها في كل اتجاه. تمنياتي لسمو الأمير الشاب بمزيد من النجاح والتوفيق والسداد.