وحدة تطوير المدارس ، وحدة تفعيل التواصل بين الميدان ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم .. فجر جديد ننفذ من خلاله لنحقق تلك العبارة التي ننهي بها دائماً أقوالنا وهي (خدمة الدين والوطن) فكيف يكون التعليم في خدمة الدين؟ أجاب الرسول (عليه الصلاة والسلام) عن هذا السؤال قبل قرون حين افتدى الأسرى مقابل تعليم المسلمين القراءة .. لأنه أدرك أنه لا يمكن أن يُقام الدين في دولة لا يُقام فيها التعليم بشكل صحيح .. وهذا المشروع حق للطالبة والوحدة المغروسة في إدارات التعليم هي الجسر أو القناة التي يعوّل عليها المشروع وصول الحق لأصحابه .. منطلقين من تلك العبارة التي لا يمكن أن يقولها حاكم أي دولة وقالها خادم الحرمين الشريفين (إن واجبنا تجاههم كبير وإن لم نفعل ما يمليه علينا واجبنا تجاههم فإننا لا نستحق عطاءهم) .. السؤال: كيف يصل هذا الحق للطالبات .. ومتى نحقق هذا الهدف ؟ دعونا نبحر في فلسفة المعاني .. لو أن الهدف من الوحدة هو تطوير المدارس بالشكل التقليدي لتمّ اختيار مدارس هي بحاجة فعلاً إلى التطوير ولكن الهدف مختلف تماماً .. الهدف من اختيار أفضل المدارس لتكون مدارس التجارب الحقيقية وفق معايير مادية مرتفعة جداً وذلك لنشر فكر تربوي وثقافة تعليمية جديدة مثل التقويم الذاتي .. والتخطيط الذاتي، وبناء برامج إثرائية وحقائب التدريب ذاتياً ، ونشر ثقافة الجودة واستثمار المكان والزمان المدرسي ولن ننجح في ذلك إلا بواسطة إنسان أثبت نجاحه وتميّزة فيستدعي هذا التميّز لتبرزه من خلال هذا المشروع الوطني الكبير ، ويكون الفرشاة التي ستبدع في إخراج لوحة فنية مبهرة تسعد أصحاب الحق. فلن ننجح في استصلاح الأراضي المدرسية لتصبح قادرة على تفعيل المشاريع التربوية الجديدة .. ولن ننجح في تمكين التعليم من المتعلم إلا بواسطة مديرة نجحت وارتوى الآخرون من نجاحها ، وغالباً مثل هذه البرامج أو المشاريع النوعية كمشروع تطوير المدارس تبرز مظاهر التخبّط في البيئة التعليمية وتساعد في التنبه إليها وتعمل على دراستها وإصلاحها .. والإنسان المتميّز يمتلك أدوات التعامل مع الأرض حتى تصبح صالحة للغرس والإثمار.