عندما نذكر النادي الأهلي نتذكر معه الرمز الراحل الأمير عبد الله الفيصل أحد مؤسسي الحركة الرياضية السعودية والرائد الأبرز بالرياضة الخضراء منذ ولادتها والذي منه استمد الأمير الراحل محمد العبدالله الفيصل الاهتمام والشغف بالشأن الرياضي بالشكل الذي برز فيه وأصبح رائدا من الرواد الرياضيين بالمملكة أيضا وأحد المساهمين بتطور الرياضة السعودية ، فضلا عن الاهتمام بناديه شؤونه وأوضاعه. فبالأمس ضرب الأهلاويون بقيادة رئيس أعضاء شرفهم الأمير خالد بن عبد الله مثلا أعلى ونموذجا ينبغي الاقتداء به بكيفية التعامل مع الرواد والداعمين وأصحاب البصمة الذهبية على ناديهم ، ومن أكثر من فقيدهم الكبير الذي تم تدشين اسم ملعب النادي رسميا باسمه يوم الأمس بمبادرة شخصية من أمير الرياضة والشباب (سابقا) وجه السعد سلطان بن فهد، الذي كان الملعب يحمل اسمه تقديرا وعرفانا من سموه لما قدمه الراحل من إسهامات وجهود للرياضة كأحد الخبراء والداعمين عموما للرياضة ولناديه كرئيس سابق وعضو شرف وأحد أكثر المهتمين بالرياضة المدرسية لقربه ، حيث عمل سابقا ، من قطاع وزارة المعارف المعروف حاليا ب(التربية والتعليم) ، وقدرته التخطيطية والتنظيمية على تسيير شؤون النادي لعمله محاسبا سابقا أيضا بمؤسسة النقد العربي السعودي. تلك المبادرة ليست بالمستغربة على (ابن الفهد) سلطان الذي عرف بتكريمه للرياضيين ووفائه للرواد وتقديره لمجهوداتهم، كما أنها ليست بالغريبة على النادي (الراقي) الذي عرف بالوفاء مع رجالاته على مدى تاريخه. والأجمل تلك المباراة الودية التي نجح الأهلاويون بتنظيمها يوم الأمس مع الأفريقي التونسي باللقاء (العربي .. العربي) الذي تغيب عني نتيجته (أكتب قبيل المباراة بساعات) والذي تهم فيه الجدوى المعنوية ومن ثم الفنية للفريقين كإعداد وتجهيز للقادم ، ولكم تمنيته أمام الأهلي المصري لأسباب عدة كالقوة والإثارة والتشويق والشعبية! وبعيدا عن الكرة نود أن نذكر بأن التكريم يكون أكثر أثرا وأقوى تأثيرا في حياة الشخص أكثر منه بعد مماته لأنه سيشاهد بأم عينه خلاصة الأثر الإيجابي لما قدم عبر السنين ، وما من شك في أن مبادرة الأهلي ورجاله الأوفياء من المبادرات القلائل بوسطنا الرياضي (للأسف الشديد) في زمن قل فيه الوفاء وانعدم ، وهذه حقيقة يراها كل منصف! وضمن السياق حري بنا أن نذكر بأن تكريم الشخصيات الرياضية الكبيرة مسألة يجب ألا تتوقف عند جهة بعينها بل يجب أن تكون من العموم بالشكل الذي يبرزها أكثر، ومن الواجب أن تأتي كذلك ، فمثلا حينما نتحدث عن قامة رياضية كبيرة كشخصية الراحل شيخ الرياضيين عبد الرحمن بن سعيد مؤسس الهلال الذي كرم من الاتحاد الآسيوي في الوقت الذي لا يزال فيه الهلاليون بعيدين عن خطوة تقديرية كتلك التي تعامل معها الأهلاويون تجاه رمزهم الراحل بعد رحيله ، فالأثر يبقى عالقا حتى بعد خروج الإنسان من هذه الدنيا بنفوس أبنائه وذويه. وتكريم (ابن سعيد) يفترض أن يجد الشكل والهيئة التي تحفظ لتلك القامة تخليد الذكرى العطرة بنفوس الأجيال الهلالية القادمة .. الشكر كل الشكر للأهلاويين على بادرتهم الإنسانية الرفيعة ، والشكر الأكبر لروح الوفاء الخالدة لدى الراقيين.