في عهد خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - حظيت المرأة السعودية بمكانة تستحقها بالفعل ، وهي مكانة أوصى بها الدين ، وفي الحديث (رفقاً بالقوارير) وكذلك (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم) ومن هنا تتجلى دلالات انطلاق قائدنا الملك عبد الله في رؤيته الصائبة تجاه (نصف المجتمع) من مبادئ دينية ، ومن منطلقات إسلامية ومن قيم تنسجم مع منهجية المملكة والتزامها بشرع الله. ولم يكن غريباً أن تجد المرأة هذه المكانة الرفيعة في هذا العهد الزاهر الذي اتسم بالإصلاح والتطور والنماء والازدهار ، لأن نظرته - حفظه الله - تريد توظيف السواعد والعقول من أجل تحقيق التنمية المستدامة ، وقد تجلت ملامح هذه النظرة منذ بداية هذا العهد المبارك ، حيث أفسحت المجالات أمام المرأة من حيث التعليم الجامعي وما فوق الجامعي في الداخل والخارج ومن خلال برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي الذي ضم الآلاف من فتيات الوطن اللاتي يحرصن على نيل مختلف العلوم على أمل المشاركة في عملية البناء وخدمة الوطن. وأتيحت الفرص واسعة أمام المرأة في مجالات التدريب والتأهيل وتطوير الذات والتوظيف والالتحاق بمختلف الدورات والكليات والمراكز والمعاهد ، وذلك من أجل تحريك طاقات نصف المجتمع وعدم تركها مجمدة بعيداً عن ميدان العمل وساحات البناء. ويجيء الأمر الملكي الكريم بأحقية المرأة في الترشيح لمجلس الشورى ابتداء من الدورة القادمة تتويجاً لخطوات كثيرة برهنت على الرؤية العميقة التي ينطلق منها الملك عبد الله تجاه هذه الشريحة المهمة في المجتمع ، وقد سبقت ذلك خطوات تمثلت في وجود المرأة السعودية كمستشارة غير متفرغة في عدد من المواقع الحكومية ، ووجودها على رأس جامعات وطنية عملاقة وفي مواقع رفيعة داخلياً ومن خلال منظمات إقليمية ودولية ، وخصوصاً ضمن وفود سيدات الأعمال وقبل ذلك في وزارة التربية والتعليم وغيرها من المواقع. وقد كان لأمانة منطقة الرياض تجربة رائدة في هذا المجال، حيث تم تأسيس الوحدة النسائية بالأمانة بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز ومتبعة الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض ، وأصبحت الآن وحدة كبيرة لديها دور في تسهيل المعاملات النسائية ، وتجد المئات من الكوادر تعمل في الإشراف على الأسواق النسائية والمعارض وغيرها وهي تجربة مفيدة وناجحة بكل المقاييس. هذه الخطوة مقروءة مع خطوات راسخة سابقة ، ومواقف رائعة أخرى ، ورؤى عميقة من قيادتنا الرشيدة - أيدها الله - تجاه المرأة ، تجعلنا نقول ، وبكل ثقة ، إن المرأة السعودية ، في هذا العهد المبارك ، تضع خطوات ثابتة باتجاه المجد ، وتتبوأ مكانة رفيعة تجعلها تسهم بفاعلية في بناء المجتمع والوطن ، وأنها تدخل مرحلة مهمة في مسيرة حياتها ، لا شك ستتبعها مراحل مكملة تمكن الوطن من توظيف جهدها ، والاستفادة من طاقاتها في مختلف المجالات. وقد هيأت حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - كل الظروف ، ووفرت كل الاحتياجات للمرأة لتقوم بدورها كعضو فاعل في المجتمع ، ويسرت لها كل السبل من حيث التعليم والتأهيل وإتاحة الفرص وتمكينها من أداء دورها ، وها هي فرصة أخرى تلوح في الأفق ستتيح لها إمكانية المشاركة من أبواب أوسع وبشكل أقوى ، ألا وهي المشاركة في عضوية مجلس الشورى من خلال الدورة القادمة بإذن الله ، حفظ الله بلادنا من كل سوء وأدام عليها عزها وخيرها ووفرتها وأمنها واستقرارها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله وأدام عليهم لباس الصحة والعافية.