ها إن العام الدراسي يعاود إطلالته تارة أخرى ، نتمنى أن يكون عامًا دراسيًّا مثمرًا ، بعد إجازة ناهزت ال (70) يومًًا ، وبالتحديد (79) يومًا ، يعود الطلاب والطالبات والمعلمون والمعلمات يحدوهم الأمل في أن تكون البيئة المدرسية قد تحسّنت وتحوّلت من بيئة طاردة إلى بيئة جاذبة وملهمة ! بيئة تعلُّمٍ لا بيئة تألُّمٍ ..! إلاّ أن واقع الحال يشي رغم الضجيج المصاحب لهكذا عودة سنوية بأن الاستعدادات قد تمت ، وإجراءات الصيانة والنظافة أنجزت على الوجه الأكمل ، إلاّ أنه مع الأسف الشديد كما قال لي ثلة من مديري المدارس الذين التقينا بهم مؤخرًا على هامش مناسبة اجتماعية إن معاناتهم ما برحت تراوح مكانها ، وأنهم مطالبون بالبحث عن عمال نظافة ، وسباكين للعمل في مدارسهم ، وتهيئتها ليوم العودة الموعود .. ولعله من قبيل المصادفة مرورنا على مقربة مجمعات مدرسية في شمال جدة خلال الأسبوع الفارط ، ولاحظنا نفرًا من العمالة التي لا يبدو أنها تابعة لشركة صيانة ، أو نظامية ، ولعلهم من عمال البلدية ذوي البدلات الزرقاء (المنطقة الوسطى) ، أو من العمالة السائبة التي تدفع الحاجة إلى الاستعانة بهم رغم مخالفة ذلك للأنظمة المعمول بها. إن مشكلة تهيئة المدارس وصيانتها وتأهيلها تعدُّ من المشكلات الكبرى التي تواجه إدارات التربية والتعليم ، والتي لم يوجد حلول للتعاطي معها. من أطرف ما قرأنا مطالبة الأمانة للمدارس بتوفير حاويات للنفايات عند كل مدرسة ، ولعل ثمة بندًا في ميزانية تطوير لمعاونة المدارس لتوفير احتياجاتها من الحاويات وأدوات النظافة أيضًا. قبل الختام نطرح تساؤلاً مشروعًا على مسؤولي وزارة التربية والتعليم مؤداه: ما إمكانية تعيين مدير للمبنى المدرسي ، أو مجموعة من المباني المدرسية ، تكون من مهامه ومسؤولياته متابعة كل ما يتعلق بجاهزية المبنى ، ووسائل وأدوات التعليم والتعلّم ، لكي يتفرغ القائد التربوي للعمل الأكاديمي المحض ..؟! نقرأ دائمًا أن عدد المدارس (30.000) مدرسة (تقريبًا) ، لماذا تقريبًا ؟! ألا نعرف على وجه اليقين عدد المدارس في بلادنا ؟ عيب علينا ..! * ضوء: (لو لم تكن جزءًا من الحل فأنت جزء من المشكلة).