توقعنا الفوز على استراليا فجاءت الثلاثة لتعيدنا وتعيد كل طموح رسمناه مع ريكارد وخطته إلى مربع الصفر لنبدأ من جديد في قراءة واقع تعايشنا معه مع أنجوس والجوهر وبسيرو وهاهو اليوم يعود ليتكرر مع ريكارد دونما نجد بعد من يقودنا إلى حيث العلاج لكل تلك المعاناة التي التصقت بواقع المنتخب وما أن كانت تلك المعاناة فنية تعنى بالمدرب وخطته أم أنها شق أكبر من أن ترقعه مثل تلك الأسماء التي تحضر في النادي أكثر إبداعا فيما يتلاشى حضورها المقنع حينما يتعلق الأمر بتمثيل المنتخب. خسر الأخضر بالثلاثة والحصيلة مهما كانت قاسية إلا أن واقع ما شاهدناه بالأمس في الدمام يوحي لكل ملم بعلوم كرة القدم بأن المستحيل بعينه أن نصل إلى البرازيل في ظل كل هذه السلبيات الفنية التي تجلت أمام المنتخب الأسترالي من عمق الدفاع إلى هجوم عقيم لا يجيد التهديف ولا هز الشباك. هنا من الممكن أن نلقي باللائمة على ريكارد لكن الواقع الذي يجب أن نجابهه بكل شجاعة يكمن في موهبة سعودية بدأت تموت في زحمة تخطيط غائب وعشوائية حطت برحالها على الأندية والمسابقات وعلى مفهوم في الاختيار الذي ركز على الكبار الخمسة فيما تجاهل أسماء أخرى هي هنالك لا تزال تنتظر من يفرج عن مواهبها لكي تعيد لنا ذكريات شائع النفيسة وناصر المنصور وبقية على أقدامها ارتسم المجد ومن واقع أنديتها المتواضعة تحقق الحلم اعني حلم لوس انجلوس وكأس آسيا. أما عن مستويات الفنية لبعض من زج بهم ريكارد لخوض منازلة الكنغر الاسترالي فهي الأخرى مشكلة تحتم علينا طرح السؤال عن الزوري واحمد عطيف والرهيب هذا الثلاثي الذي خاض اللقاء على طريقة سائح استهوى (التمشية). حاول ريكارد لكن الجواب الشافي أن (الجود من الماجود) بمعنى أن القائمة التي تم التركيز عليها لا يمكن لها أن تعطي اكثر مما رأيناه وبالتالي يجب علينا أن نترك المبالغة في الطموح لكي لا نتعب ولكي لا يتعب معنا مثل ذاك الجمهور الذي حضر في جنبات ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام وخرج تاركا الفرح خلف ظهره. نعم نحن لم نخسر بعد فرصة التأهل للدور الثالث من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكننا قد نخسر إذا ما استمر اللاعبون على مثل تلك الصورة التي تشبعت بالتواضع والانكسار والعشوائية. لهذا أتمنى تدارك الوضع والاستفادة من هزيمتنا من الأستراليين حتى نعوض ما فات في بقية المواجهات وهذا الأمر لن يكون صعبا إذا ما أراد اللاعب السعودي قبل ريكارد ذلك. عموما مهمة آلت إلى الإخفاق فهل تكون الأخيرة أم أن الرقم الذي دونه الاستراليون سيتضاعف مع تايلند ؟ لا أعلم إجابة السؤال لكنني أعلم أن تايلند فازت على عمان بعامل الحماس ولبنان عوضت ستة الكوريين بالفوز على الإمارات بعنصر الروح فهل تعود روح اللاعب السعودي وحماسته. متى ما تحقق ذلك فمن المأمول أن تتغير المعادلة ونحمل على أقل تقدير البطاقة الثانية ونتأهل وسلامتكم.