ثمة شكوى عريضة ، وتضجر لا محدود من صنوف المعاناة التي أفرزها ما يُسمّى بنقاط (الفرز والحجز) ، التي تقع على المنافذ الرئيسة لأم القرى -حرسها الله-. قد تكون فكرة الفرز والحجز رائعة وجميلة على الورق ، أو حتى في أذهان المخططين ، الذين كانوا يرمون من وراء هكذا فكرة إلى تحجيم الحركة المرورية حول المسجد الحرام ؛ ممّا يؤدي إلى تدنٍ في الكثافة المرورية ، وما ينجم عنها من انبعاثات ضارة بالبيئة. لكن يبدو أن تنفيذ خطة (الفرز والحجز) على أرض الواقع ليست بروعتها كخطة !! وقمنا بتجربة ميدانية يوم الأحد الفارط 14/9 برحلة إلى الطائف ، وكان لابد من المرور بنقطة الفرز والحجز على طريق مكةجدة السريع ، ولقد لزمنا (45) دقيقة لاجتياز النقطة ، وهو وقت -لا شك- طويل جدًّا ، ومثير للأعصاب !! خاصة وأن ثمة فوضى عارمة تسبق نقطة الفرز ، فالكل بدا وكأنه مستعجل ، أو أن ليس ثمة أحد في الطريق إلاَّ هو !! لقد كانت أرتال السيارات تسير على جانبي الأسفلت ، وتثير النقع أملاً في الوصول إلى حارات المنفذ، والتي كان نصفها مفتوحًا ، والنصف الآخر مغلقًا. كان يفترض أن يواكب تنفيذ هذه الخطة توعية مكثفة في مختلف وسائل الإعلام .. وكان لابد من بدء عملية الفرز من مسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات ، تحدد في بداياتها مسارات خاصة بالمعتمرين/ المحرمين ، تقود إلى منطقة الحجز ، ومسارات خاصة بغير المعتمرين ، تتجاوز نقطة الحجز بيسر وسهولة. وما يطبق على نقطة الفرز في طريق مكةجدة السريع يطبّق أيضًا على طريق الطائفمكة (طريق الهدا) ، وطريق الطائفمكة (الشرائع) ، وعسى أن يتدارك مرور مكة الوضع في العشر الأواخر ، ويعمل على التيسير على الناس. أمّا المعاناة الكبرى فهي وجود وسائل النقل من نقاط الحجز إلى الحرم (5) ريالات للنفر !! إلاَّ أن مَن عادوا من العمرة يشكون من عدم توافر وسائل النقل لإعادتهم إلى مراكز الحجز ؛ ممّا اضطرهم إلى استئجار سيارات أجرة وخصوصي بمبالغ كبيرة. يؤمّل أن يقوم مرور مكة بتلافي السلبيات ، كما تم تلافيها في نقطة الشرائع على مستوى الفرز والحجز. ضوء: (ليس كل الأفكار الرائعة يمكن تنفيذها بروعة).