قال الراوي يا سادة يا كرام الأهلي قصة حقيقة وخيال جديرة بالاهتمام والاحترام . كل القصص تبدأ ب (كان يا ما كان) إلا قصة الأسد كانت وما زالت تبدأ ب (ما زال وكان) رغم الحسد . حقيقة بطل حفظها الحكواتي دون أخذ ورد كما ورث حكايات زمانه عن أب وجد . عزيزي الباحث عن السعادة أوصيك خيرا بالعبادة ثم دع الكلام للحكواتي وتمتع بالأهلي فيما هو آتي قصة فرح نهاياتها جميلة ليس يوما بل ألف ليلة وليلة. كان الأهلي وما زال حاوي الكرة السعودية الذي يفاجئك من حيث لا تعلم فاحذر الغفلة تسلم . قد ترى يداه فارغتين لوهلة يتصنع الهوينة ماشيا على مهلة وما يلبث أن يصنع من منافسيه أرانب يخرجها من داخل قبعة الإبداعات التي لا تثنيها الانكسارات . قد تراهن عليه جازما خارج الحسابات لبرهة فما يلبث أن يعبث بعقلك حالما لينعتك ب (الأبله). عاد الأهلي للمتعة والعود أحمد وقريبا ستزدان القلعة بالذهب رهان مؤكد . عاد الأهلي بدراً ينير سماء الملاعب رغم أشواك طريقة وزارعي المتاعب . عاد عندما قبل المجانين التحدي واهتز ليل العروس الآسيوي على أنغام (محد قدي) . عاد المجانين يضحكون وممن تحدثوا عن الجماهيرية يسخرون فرددت آسيا من شرقها لطهران جمهور الأهلي أمان ربي أمان. هزوا المدرج وصاحب الإحصاء يتفرج (ياحليلو) وخصمنا الليلة (ياويلو) عاد المجانين أوائل على غرب قارة فزحفت جدة خلف معشوقها حارة بعد حارة . أيها الأهلي (لن تمشي وحيدا) عبارة رددها المجانين فانتزعوا بها صدارة مدرجات في وقت لم يكن التصنيف فيها محليا بل عابرا للقارات ملف أقفل من سنوات فلا تنفع معه استفتاءات قنوات ولا تقبل إحصاءات شركات. لم يعد المجانين وحدهم بل شاطرهم هالكهم الود فعاد كما يرغب فريقه وأعتاد وإن جلس له الحظ بالمرصاد . حظ خاطبة جمهور الوفاء قائلين لن نعينك بالجحود لأبي (ميار) ولسوف يكسرك ابن طيبة بالإصرار ذات نهار. فرقة رعب تهوي المتعة وركوب الصعب . فرقة من الشبان غذاؤها جماهير تعينهم على قهر كل زمان ومكان . جماهير تحضن تيسير والمسعد والموسي بعطف أخ كبير جماهير تستقبل منصور والراهب ووليد بابتسامة وليس صفيرا . فرقة رعب عادت بالروح لتجمع عائلة وتلملم جروحا . خلطة بيت أهلاوي جديد رهان لا يفله حديد يقف خلفه جمهور عشق من وريد إلى وريد. ولأن الحديث حديث جماهير وناد وانتماء ومدرج وهدير . فإن للمجانين طقوساً تتجاوز النصر في حب معشوق العروس . انتماء يتجاوز مباراة رغم أن الفوز إعلان . انتماء يتعدى البطولة رغم أن التتويج عنوان . عشق ذهب بهم بعيدا ليروا في الأهلي أسلوب حياة وطريقة عيش . عشق أوصلهم للحضور احتفالا وتحويل مباريات الأهلي كرنفالا. مجانين كان حضورهم المكثف والصاخب حديث كل القنوات التي صنعت من أجسادهم اللوحات . هكذا هم المجانين ملوك كل الأوقات رهان من يتحدى بهم في القادم من المباريات ليس لأنهم محبون فقط بل لأنهم يعلمون أن لآسيا بطولة كسر عظم في المدرجات لا يحسمها إلا الحضور وانتزاع الآهات. فمن لم يكن هناك عشية الاستقلال لا أظنه قد رأى كيف يكون الجمهور ومن فوت على نفسه الحضور فقد فاته رؤية عشاق الريفر والبوكاجونيور ومن لم يحجز لنفسه مكانا في قادم المواعيد فسيسأل في كل مرة ويزيد لماذا المجانين أولا هنا ورابعا هناك بأمر آسيا فخرا (لا عدمناك) ..؟ بل وسيسأل عن الموعد الجديد الذي يكون فيه حضور الأهلي ليس مجرد دعوه بل هو يوم عيد ؟.