الأرضية التي يسير عليها الاحتراف في ملاعبنا أرضية هشة فالاحتراف وعلى الرغم من عمره الزمني الذي تجاوز العشرين عاما تقريبا أو بلغ مشارفها إلا أنه يسير من حيث أهميته ودوره وتأثيره بوتيرة فيها من البطء ما يستوجب الوقوف على مشاكله حتى يتنسى بعد ذلك الحصول على الفوائد المرجوة التي تقوده إلى قمة النجاح. - النادي.. اللاعب.. اللجان العاملة مع من يحمل لواء المسئولية الإدارية في الأندية السعودية هم جميعا يمارسون هذا الاحتراف كنظرية أما على واقع التطبيق الفعلي فالذي نستشفه أن هؤلاء لا يزالون دونما استثناء أشبه بالطالب البدائي الذي يحاول ويحاول لكنه يخفق في تحقيق المراد والسبب في طبيعة الفهم والاستيعاب والتفاعل مع متطلبات هذا النظام التي غيبت وغابت في خضم عشوائية التخطيط والتنظيم وصرامة القانون تلك الصرامة التي تحولت إلى الهامش ورفوف النسيان. - لن أستند إلى مسوغات الماضي التي تخول في حال الوقوف على أعتابها معرفة حقيقة ما حل بالاحتراف لدينا لكنني ومن باب الغيرة على مكتسبات الأندية وسمعة الرياضة ومستقبل اللاعب السعودي أقول: من المهم والمهم جدا أن يتم غرس مفهوم التطوير (الذاتي) في عمق نظامنا الرياضي كون من يعمل في هذا النظام أو يندرج تحت مسمياته عليه أولا التعاطي مع المرحلة الحالية والمرحلة المستقبلية وفق هذا المفهوم ومتى ما نجحنا في تطوير الذات وبالتحديد ذات اللاعب المحترف فمن المؤكد أن وضع الوهن والانكسار والتواضع سيتبدل بوضع آخر عنوانه الوعي وشعاره الاحتراف الأمثل. - على مدى تلك الأعوام المنصرمة مارست الأندية مع اتحادنا الموقر الكثير من العمل لكن النتيجة الحتمية استوقفتنا على مساحات الهزيمة والمحدودية كون العمل اعتمد على جوانب المال والمال فقط أما جوانب التثقيف وتطوير الذات وتوثيق اللوائح المعنية بصناعة الموهبة فظلت معطلة الأمر الذي جرنا وجر رياضتنا إلى اتجاهات مغايره تسودها الأرقام السالبة وليس العكس. - نتألم كثيرا من هذا الواقع المرير الذي تعايشت معه الأندية ونحزن ونحن نرى مع هذه المعايشة أموالا تهدر لتذهب تحت مفهوم الاحتراف إلى أرصدة أجانب يتم اختيارهم برؤية السمسار وليس برؤية الخبير أما الذي يثير الغضب فلن أمارس الخط الأحمر لو قلت بأنه ذاك الذي جعلنا نخفق في تهيئة المناخ الاحترافي للاعب السعودي كي يجد له موقعا من الإعراب في قائمة أولئك النجوم الذين يمارسون تجربة الاحتراف الحقيقي من دولة إلى دولة ومن قارة إلى أخرى. - ففي واقع الاحتراف السعودي هناك حقيقة مرة يجب أن نهتم بها لأنها الوحيدة التي تقدم لنا إجابة ما إذا كان الاحتراف لدينا حقيقيا بالمعنى والمفهوم من عدمه وهذه الحقيقة هي المرتبطة بغياب الموهبة السعودية عن الاحتراف الخارجي. - حقيقة معنية باتحادنا الموقر قبل أن تكون معنية بالأندية فهل من حل لذلك أقول: هل من حل مع أن الحل السليم يتحقق مراده بالتخطيط وليس العشوائية. وسلامتكم.