هو لكل ما في العنوان بعاليه . مساء لرائحة الرياض التي تشم عطورها المألوفة على بعد سحابة . مساء لرمال الرياضالبيضاء وكأنها تلمح وقع فارسها يهبط وادي حنيفة . مساء وكأنه يختار توقيته هذا المساء كي يزحف لكل الأرض المضطربة من حوله ولكن على النقيض في رسالة مختلفة. مساء لسيوف السلام التي ولدت من صلب سيوف الوحدة ومن -ترائب- هذه الأرض التي استمطرت دموعها من مآقي الرجال الأبطال ذات دهر شحت بهذه الصحراء طيف سحابة . من عَرَق العرب النقي الذي ينبع من عروق قبلت بهذه الصحراء يوم الجوع والخوف ثم صبرت طويلاً ... طويلاً ... طويلاً حتى أمطرت قبل قرن أول سحابة . من دماء الأتقياء الأنقياء الذين لم يرفعوا على هذه الأرض طوال دهورها إلا علماً واحداً لم يتبدل لونه. هذا المساء للحب . مساء لكل الظامئين حين تهبط بالرياض آخر سحابة. مساء لكل الشعب حين تهتز الأرض وتربو تحت وقع النفل والخزامى وحول أوتاد خيمة الحب حين يعود العمود إلى قلب الخيمة . مساء الحفاة من (الأصايل) الذين عبروا بأقدامهم هذه الأرض ، يوم كانت في سنونها العجاف ثم نخرج منهم ومن بين الصلب والترائب . مساء لأهل هذه الصحراء الذين يتواترون اليوم في قلب (حداثة) الرمل قصص الجوع والخوف وتراث الصبر المرير. مساء لإرادة الرجال الذين زرعوا الورد تحت حرارة الخمسين قبل العام المئة. مساء لكل المرجفين الذين يتمنون نسف هذه الرمال وهم لا يدركون ولن يدركوا أبداً خيالات هذه الخيمة. نعم نحن خيمة الصحراء التي تقاوم كل تقادم من عوامل الزمن. هذا المساء للحب . مساء للخيمة التي تنام جذور عمادها ورواقها تحت جفاف هذه الأرض. تحت الجوع القديم البالي الذي لم يلتفت إليه منكم أحد . تحت الخوف السرمدي القديم الذي اجتمعنا من أجله تحت غطاء الموحد الفرد . هذا المساء للحب ومن هو غيرنا اليوم يحب . مساء للرجال والرمال . هذا المساء للحب.