** تستعد البلاد لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. بعد رحلته العلاجية في الخارج بزخم عاطفي كبير.. وتطلع أكبر إلى مستقبل أجمل على يديه.. وفي ظل وجوده معنا.. وإحساسه الكامل بما يدور في خلد كل منا.. ** ولاشك أن تعلق أبناء هذا الوطن بالملك الإنسان.. لم يأت من فراغ.. وإنما جاء نتيجة طبيعية وتلقائية لإحساس الجميع بأن الملك يعامل أبناءه المواطنين من موقع الأب قبل الحاكم.. والإنسان قبل المسؤول.. والقريب من الجميع وليس البعيد عنهم.. ** ولذلك فإن الصلة بين الشعب ومليكه.. صلة نقية.. وصافية.. وعاطفية.. ولم تكن صلة حاكم ومحكوم.. وزعيم وشعب.. وقائد ورعية.. ولذلك فإن هذه المظاهر (الفرحة) بعودته إلى وطنه سليماً معافى.. تجسد صادق المشاعر وعظيم الولاء.. وخالص الدعاء له بأن يطيل الله في عمره.. ليرى بلده وقد تحقق له وفيه كل ما يريد ويتمنى.. ** فالملك يشعر باستمرار بأن البلد يستحق ما هو أكثر.. وأن الشعب حظي بما هو أعظم وأوفر من الخدمات.. والحقوق.. والمكتسبات.. ولذلك فإنه يحاول بصدق أن يفعل من أجلنا الكثير.. ويقدم لنا ما هو أكثر وأكثر.. ** والشعب وهو يتأهب لاستقبال المليك.. فإنه يعبر بذلك عن عمق ولائه.. وصدق مشاعره.. وتلاحمه مع القيادة.. ** كما يعبر أيضاً عن التطلع إلى مستقبل مشرق لوطن تعاهَد فيه الملك والشعب على أن يمضيا .. في رباطهما الأبدي من أجل بناء وطن متميز.. ومتقدم.. ومتطور باستمرار.. تماماً كما أراده الله سبحانه وتعالى.. بأن يكون وطن الأمن والإيمان.. ووطن المحبة والسلام.. ووطن الوئام الذي يستحق أن يرفع فوق الرؤوس.. ** فالمملكة العربية السعودية.. وطن مختلف.. في إطار محيطه العربي والإقليمي.. ** ولأنه كذلك.. فإن المحافظة عليه.. والارتقاء به.. والاعلاء من شأنه .. تصبح مسؤولية مشتركة بين حاكم أمين وصادق.. وبين شعب وفيّ.. وخدوم.. ** ومن أجل ذلك .. تجيء الفرحة مضاعفة بعودة الملك الانسان بالسلامة .. ليواصل جهوده وجهاده من اجل الوطن.. وإسعاد المواطن.. والدفع بهذه البلاد إلى مقدمة الصفوف الأولى.. وتطوير مختلف أوجه الحياة فيها.. ** وإذا نظر أحدنا إلى عيون الأطفال.. والشيوخ.. النساء.. والرجال.. الفرحين بمليكهم العائد بالسلامة.. فإنه لن يجد لذلك الا تفسيراً واحداً هو .. أن الملك عبدالله - يرعاه الله - قد استطاع ان يتخلل إلى عقول ومشاعر الجميع.. ليس بالقول.. وبالوعد.. وبالأحلام.. وإنما بالعمل.. وبالصدق.. وبالتفاني الذي يلمسه الجميع من أجل الوطن والمواطن.. حتى أصبح (أغنية) على كل لسان.. وإحساساً نابضاً.. داخل كل قلب.. ** وسوف تؤكد الأيام القادمة أيضاً.. أنه بقدر ما أحب الوطن مليكه.. والمواطنون أباهم.. بالقدر الذي ظل الملك منشغلاً بالوطن والمواطنين في كل الظروف.. ومن باب أولى أن يكون في هذا الوقت بالذات الذي تمر فيه منطقتنا العربية بأوضاع صعبة.. ومعقدة.. ومثيرة لخليط من القلق والتفاؤل.. ** لكن عودة المليك.. وقلب المليك.. وعقل المليك المهموم بهذا الوطن وأهله.. سوف تعزز الإحساس الموجود لدينا بالأمان.. وتجعل بلادنا – إن شاء الله – في حالة فرح دائم.. وكامل.. وشامل.. ما عاش فينا هذا الملك الانسان .. حفظه الله .. وأبقاه. *** ضمير مستتر: **(نحن بخير .. ما دمت بخير.. هي لغة الحب التي لا تعرف التزييف .. ولا النفاق). ----------------- صحيفة (الرياض)