لا أعلم ما الذي جعل مسابقاتنا الكروية تصل إلى هذا الحد من الاحتقان؟ لا أحد يقبل الهزيمة وليس هناك اعتدال في الطرح عن الفوز. هيجان جماهيري في الملعب ، في الإنترنت ، في المكاتب ، وهيجان إعلامي في وسائل الإعلام ، إقصاء كامل للآخر بشكل فظيع ، يحدث في كل المسابقات وفي كل الدرجات (ضارب ومضروب) ، إنها صورة سوداوية وأرجو ألا يخرج علينا من يبسط الأمور ويقول أحداث عادية بين جماهير غاضبة؟!. الأمر اكبر من ذلك للأسف هناك موجات من غضب وموجات من الكراهية لا أعلم سببها وقد يكون الإعلام جزءا رئيسا في هذه العملية ومسؤوليته كبيرة فيها لكن لابد أن نعترف أولا بما يدور في الأوساط الرياضية من تشنج ، نعم أصبحنا نكره بعضنا باختلاف الميول أصبحنا لا نطيق بعضنا باختلاف الألوان. لابد من وقفة وإلا فإن الوضع سوف يزداد سوءاً ، نحتاج إلى وقفة مع النفس ، وقفة مع الوضع ، وقفه مع الأسباب. نحن أبناء بلد واحد وإخوان في الدين والدم والعرق واللغة والعادات والتقاليد والفكر ، بلد آمن مطمئن ، لا بد من إعادة النظر في كل أسباب هذا الهيجان الجماهيري والاحتقان وثقافة كراهية الآخر أو إقصائه. أقوال وجمل وأمثال نرددها على شاكلة (الاختلاف لا يفسد للود قضية...) ونحن لم نتفق أصلاً على تحقيق مبدأ التنافس الشريف ولا نعرف معنى الاختلاف حتى مع أنفسنا ، لدينا مشكلة حقيقية. أرجو أن نتجه إلى علماء النفس أو أي علماء للدراسات الإنسانية والاجتماعية لدراسة الوضع دراسة متأنية وإعادة صياغة الأمور حتى لو اضطررنا إلى إلغاء كل مسابقاتنا المحلية اعتبارا من الأسبوع القادم ، نعم إلغاؤها أو تجميدها لمدة عامين أو ثلاثة مع مشاركة المنتخب في بعض المناسبات ، نريد تغيير الثقافة الحاقدة والكارهة إلى ثقافة عاشقة حالمة بمنتخب وطن يحقق بطولات وإنجازات ويرفع الخفاق الأخضر، ينشر النور المسطر ، ثقافة تجعل الجماهير تعشق التنافس الشريف والحب ، إن الرياضة ولا سيما كرة القدم وسيلة لنشر الحب وثقافة التسامح بين البشر ، هكذا قال (كوبرتان وجول ريميه وبيليه) وغيرهم وهكذا يجب أن تكون ، مهما حصل من تطبيق للوائح العقوبات من نقل مباريات أو غرامات مالية قد تكون مهدئات مؤقتة ولكن الأمر في حقيقته أكبر من ذلك ، وفي حالة عدم دراسة الأسباب وحل مشكلة الاحتقان والكراهية من جذورها والالتزام بميثاق الشرف سوف يزداد الوضع سوءاً وقد تحدث أمور أكثر عنفا وانفلاتا وعصبية. أطروحات * للتوضيح فقط .. الذي منح ماجد عبد الله لقب عميد لاعبي العالم في يناير 1995 هو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وهو السلطة العليا لإدارة كرة القدم في العالم والمرجعية الرسمية للاتحادات القارية والوطنية ولم يمنحه ذلك أي جهة أخرى ، و (فيفا) يشرف بنفسه على أمرين ، هما ترتيب منتخبات العالم الشهري ونادي المائة مباراة دولية. * دائما ما يسقطون أمامي واحدا تلو الآخر عندما يتعلق الأمر بالأمور الدولية سواء في فيفا أو الاتحاد الآسيوي. * مرت أربع جولات وللأسف بعض النقاد قالوا إن البطولة انحصرت في الشباب والهلال والاتحاد، هل نقبل مثل هذا الطرح الهزيل هل يعقل أن نكون من السطحية لكي نمرر على القارئ والمتابع مثل هذا الردح الفكري الخاوي ، فقط أربع جولات من أصل 22 جولة وبدأنا نحدد ملامح البطل.