النصر المتواضع الذي أشبعناه نقدا طيلة تلك سنوات التي مضت تغيرت أحواله الفنية وتبدلت وأصبحت بمثابة العنوان الجميل الذي تتسابق عليه كل وسائل الإعلام سواء المقروء منها أم المرئي أم ذاك المسموع الذي بدأ تدريجيا في بسط نفوذه حتى على مستوى الطرح والحوار ووعي المتلقي. فالنصر أثبت ولا يزال يثبت بأنه الفريق العتيق القادر على البقاء في قائمة الكبار والكبار بالمناسبة هم أولئك المتمرسون على تحدى كل الصعاب مهما كانت وبأي شكل أو لون أو معنى ولدت. في بطولة دوري زين للمحترفين النصر لم يفقد فرصته بالفوز باللقب وفي مسابقة كأس ولي العهد ذات الفريق الذي نال الإعجاب بنتائجه ومستوياته عكس المشهد وأضاف إليه ورسخ من خلاله في عمق المدرجات حقيقة هذا الأصفر الذي مهما أبعدته الظروف الماضية عن ملازمة القمة وبريق الذهب إلا أنه اليوم أعطى لنا كافة المؤشرات الدالة على رجعته كمنافس لا كمكمل عدد. بالأمس الأول وأمام القادسية فاز النصر بالمستوى والنتيجة كما فاز قبل ذلك بصفقة بدر المطوع هذا النجم الذي كان حاضرا في الموعد .. حاضرا بخبرته وحاضرا بمهارته وحاضرا بموهبة احترافية تجعلني من أكثر المراهنين على نجاحه. فارس نجد أطلق العنان لنجوميته لكي ترسم الفرح وتعيده على محيا وملامح كل النصراويين فمن بعد غياب طال أمده ما أراه اليوم وبالتحديد مع تلك الإدارة التي تمسكت باحترافية العمل المنظم هو المقدمة الإيجابية لعودة العالمي إلى حيث مقارعة القمة والظفر من على أعتابها بالأرقام البطولية. اللافت ونحن نستقريء وضعية النصر ونتائجه أن قائمة هذا الفريق المتجدد لم تعد مرهونة للاعب بعينه بقدر ما أضحت مرهونة لمن يمتلك المقدرة الفنية التي تؤهل الفريق للمكسب وليس العكس بمعنى أن قاعدة البقاء للأصلح هي من ساهمت كثيرا في عملية الدفع بعجلة فارس نجد إلى الأمام وهذا الأسلوب هو الأسلوب الأمثل الذي من يستطيع التمسك به حتما سيقطع نصف المسافة وسينال غايته هكذا دونما عناء. تحددت الصورة وتعرفنا على الفرق المتأهلة لدور الثمانية أما اللقاء المرتقب والمنتظر والمثير والجميل فهو ذاك الذي سيجمع الأهلي بالهلال. هذه المواجهة المنتظرة نهائي مبكر ومن يكسب هذا النهائي المبكر أظنه الأقرب لحمل اللقب! في مرحلة مضت كان جاسم الياقوت عبئا على مستقبل القادسية حيث تفرغ لعملية إبرام الصفقات الجانبية إلى درجة أن أصبح الفريق خاليا من مواهبه في المقابل البديل لم يقدم ولم يؤخر وإنما تحول إلى ملاحقة (المناسبات) الرياضية للمشاركة واقتباس الأضواء. القادسية إذا ما استمر على هذا المنوال سيعود من حيث أتى. ختاما جماهير النصر هي العلامة الفارقة في نتائج ومستويات وطموحات فريقها. شهادة إنصاف أدونها ولن اهتم بما دون النجوم وسلامتكم.