لم يكن الهلال في يومه.. لا حماس .. لا روح.. بل حتى المستوى الذي تميز به ويلهامسون ورادوي والشلهوب غاب أمام النصر، وتبدل بآخر كانت حصيلته (الخسارة). بالأمس لم يكن هلال (جيرتس) مؤهلاً لتحقيق الفوز، فلا هي الخطة كانت ملائمة لأهمية الخصم ولا هي روح اللاعبين ورغبتهم في إضافة فوز يتمسكون من خلاله بالصدارة حاضرة، بل على العكس الهلال كان بالأمس وأمام خصمه (هلالاً) غير ذاك الذي عرفناه وعرفته (المسابقة). قد نرمي باللائمة على المدرب وقد نحدد للهزيمة أكثر من طرف، لكن الحقيقة العارية تقول (النصر) استحق المكسب لأنه قدم وعلى مدار تسعين دقيقة كل ما هو مطلوب لنيل المكسب، فالمدرب نجح في قراءة الخصم جيداً وكذلك اللاعبون بدءاً من الحارس عبدالله العنزي مروراً بعبدالغني وحسام غالي وإلى أن تصل أمام السهلاوي والحارثي فالكل قدم الكثير، والجميع لعب وبالتالي من يلعب ويناضل داخل الميدان فكرة القدم ستصبح خاضعة لرغبته ورغبة النصر التي بحث عنها آلت إلى (فرحة) عمت المدرجات، وكم هي مدرجات النصراويين كانت ليلة الأمس سعيدة لأنها ببساطة تعترف معنا بأن الفوز والفوز على الهلال يمثل في واقع فريقها (المتجدد)، (بطولة). منطقياً لم يكن الهلال حاضراً سوى بالاسم، أما بالروح والحماس والأداء الجيد فظلت عوامل غائبة وغيابها تحديداً أفسح المجال للنصر كي يقول كلمته ويلحق بالمتصدر أول خسارة. قلت كثيراً وما زلت على قناعتي بأن كرة القدم هي (احترام) خصم، والهلال مع تقديري للاعبيه لم يكن كذلك، حيث لعب وكأنه في (تمرين) أو كأنه يخوض مناورة ساخنة على ملعبه. ثلاث نقاط مهمة خسرها الهلال وثلاث نقاط مهمة فاز بها النصر، وما بين الفوز والخسارة تبقى مسيرة البحث عن دوري زين السعودي للمحترفين صعبة وصعبة جداً ولا يمكن التكهن لا بالبطولة ولمن ستذهب ولا بالصدارة ولمن ستؤول، ففي الأسابيع المتبقية من عمر المسابقة هناك مفاجآت وهناك متغيرات وهنالك أشياء قد تساعد طرفا وقد تنعكس سلباً على طرف، وبالتالي من المجازفة التكهن بالنهاية نهاية الدوري ونهاية نتائجه. ولكيلا أغفل عن حق النصر وإنصافه أقول كل المؤشرات أثبتت أحقية فارس نجد بالنقاط الثلاث حيث لعب بخطة محكمة.. احترم الخصم، والأهم أن لاعبيه تحديداً خاضوا هذا النزال بروح عالية وبحماس منقطع النظير كان له أكبر الأثر والتأثير في حسم نتيجة (القمة) لصالح هذا الفريق الذي نتمنى عودته كمنافس. عموماً مبروك للنصر، وهارد لك أقولها للهلال، الذي يجب أن يستوعب الدرس جيداً، حتى لا يفقد فرصته الكبيرة في تحقيق الدوري.. وسلامتكم.