استهل كتابتي في الحوار بحديث عن الحوار الذي طالما اشبعناه لطما وعنفا وتحطيما في كل وسائلنا الاعلامية حتى اصبح حُوار بضم الحاء لا حِوار بكسرها. واذا ما تلمسنا حواراتنا الرياضية سنجد معظمها متطرفة تطرف يذهب في كل مرة في اتجاه بيد ان لغة الحوار التي طالما تأملنا ان تتقدم وترقى للاسف غدت اكثر سخفا واحيانا اخرى حمقا واحيانا اخرى وللاسف اكثر فسقا , وكأن حواراتنا الرياضية الهادفة اصبحت مثل الماضي في ذهن كبير السن لا يمكن ان ينساه ولا يمكن ان يعود. من جانبي قد لا تزعجني كثيرا تلك الحوارات الغبية التي باتت تنتشر وبكثرة في وسائل اعلامنا حتى غدت سمة ولكن ما يزعج ويمض هو ما تسببه هذه الحوارات التافهة من آثار سلبية على وسطنا الرياضي في شتى جوانبه. تبقى الرياضه اجمل وسائل المتعة والتعبير والاثارة على الاطلاق ولكن اصحاب الحوارات التافهه التي اصبحت كالسلع الفاسده شوهت هذه المتعه وافسدت تلك الاثارة وحطمت جمال التعبير في لغة الرياضة , وما يزعج اكثر انه بحجة النقد البناء تاتي هذه الحوارات الفاسده احيانا وبحجة كشف المستور وتوضيح الحقائق تاتي في احايين اخرى وفي نهاية المطاف لاعبين كثر اشتكوا ويشتكون من هذا الصحفي او ذاك الكاتب او الناقد حتى اصبح اللاعب يراقب الملعب بعين ويراقب وسائل الاعلام بعين, واذا كان اللاعب او المدرب او الاداري سيجد الف وسيلة للدفاع عن نفسه اما بتجاهل هذه الافواه الغبية او بالرد عليها , ولكن ماذا سيفعل المشجع الضعيف الذي أمضى عمره مسمتعا وعاشقا ومتابعا بحب ماذا يفعل مع هذه الحوارات التي افسدت مزاجه ولخبطة اوراقه ماذا يفعل مع هذه الفئة التي جعلت من الحق باطلا والباطل حقا من يحميه منهم من يرد عنه غثائهم من يمنع هذه المهازل التي بتنا نشاهدها ونقراها ونسمعها في كل حين والتي شتت ذهنه وعصفت بحبه وعشقه. فساد حواري لا أعتقد اننا سنتخلص منه بسهوله لكن الامل سيظل حاضرا بوسائل اعلامية قائمة واخرى واعده تحمل مشعل النور وتزف لنا الامل في حوار رياضي يرقى ويسمو بالكلمة والفكرة والنقد ويجعل من الرياضة اجمل حوار ليس فقط في المستطيل الاخضر بل وفي كل وسيلة اعلامية.