لاشك بأن الشريحة العظمى من المواطنين لا يعرفون أدنى المعلومات عن الأنظمة واللوائح للمؤسسات ذات العلاقة بخدماتهم المنطلقة من تلك المؤسسات ، وبلاشك أن هذا الخلل الكبير سيوقع أفراد تلك الشريحة الكبرى في حيص بيص عند مراجعة تلك المؤسسات حيث نراهم يهدرون أغلب أوقاتهم في عملية الاستفسار الأولي والثانوي وقد يصل ذلك الاستفسار إلى العاشري وهو ما يتسبب في ضياع الوقت واشغال الموظفين بأمور أخرى بعيدة عن طبيعة عملهم المباشر بالإضافة إلى تعطيل الإنجاز من قبل الجهات المؤسسية وكان بالإمكان تجاوز مثل ذلك الخلل الإداري الكبير بتدوين انظمة ولوائح كل مؤسسة بالإضافة الى وضع الشروط والمتطلبات لكل خدمة تقدمها في كتيبات صغيرة أو حتى في بروشورات صغيرة ويتم توزيعها على الأبواب وبصفة دائمة بالإضافة إلى الحاقها بالمواقع الالكترونية الخاصة بتلك المؤسسات ولا يكتفى بأحدهما وعند ذلك سيتم الإفادة من ذلك العمل البسيط جدا وغير المكلف مادياً في تحقيقه الكثير من الأهداف الكبيرة جداً والهامة جداً لعل من أهمها: * اكتساب المواطن الثقافة التنظيمية للمؤسسات ذات العلاقة بخدماته وبالتالي يستطيع أن يعرف كافة حقوقه وواجباته حيالها ويستطيع أن يلم بالشروط والمتطلبات لكل خدمة تقدمها. * سيكون لذلك الأثر الكبير في التغلب على الأوقات المهدرة التي تضيع ذهابا وإياباً للوفاء بمتطلب صغير. * سيكون لذلك أيضاً الأثر الكبير على الإنتاجية الخاصة بالموظف حيث سيكون دوره مسلطاً على الاطلاع وتسيير المعاملة وفق مسارها التنظيمي دون الدخول في متاهات الشرح والتوضيح للمراجعين وبالتالي أيضاً ستتحقق الإنتاجية الكبرى للمؤسسة نفسها. * سيكون لذلك الأثر الكبير على مكافحة الكثير من أساليب الفساد الإداري الذي كان يمارس في ظل ضبابية تلك الأنظمة وجهل المواطن بخفاياها المبهمة حيث سيكون ذلك متراساً حديدياً نضعه في طريق ضعاف النفوس من الموظفين الذين يجيدون ممارسة اللعب في الأماكن الضبابية أو المظلمة. * إن هذا العمل سيكون له الدور الكبير في كشف الكثير من أنظمة مؤسساتنا الحكومية المتقادمة جداً والتي قد يصل تقادمها إلى نصف القرن أو يزيد وهذا بالطبع سيدفعها إلى تحديث وتطوير أنظمتها ولوائحها المتقادمة وسيدفع بها إلى مراتب التحديث التي قد تصل إلى عزل الكثير من مسؤوليها المتقادمين أيضاً بعد أن ينكشف حالهم المتقادم عن واقع العصر الذي نعيشه وما يكتنزه من تحديثات تنظيمية وثقافية وفكرية. * ثم يبقى الهدف الأسمى والأعظم وهو الولوج بمؤسساتنا إلى مصاف الأمم المتقدمة تحذو حذوها وتسير مسارها المتطور بسرعة لافتة وهذا الأمر بالتأكيد سيحقق لدولتنا الكبرى النهوض والتطور المتنامي الذي ننشده جميعاً ونسعى لتحقيقه حاكماً ومحكوماً. والله من وراء القصد.