توقّفت عند تلك الصورة التي نشرت بهذه الجريدة يوم الأحد الماضي عندما قام صاحب السمو الملكي مشاري بن سعود بن عبد العزيز (أمير منطقة الباحة) بزيارة وادي (سبه) وطبع قُبلة على رأس ذلك الشيخ الكبير. قلت في نفسي: هذه بداية الغيث، وكأنها جاءت ردا لذلك الرجل الذي بلغ الثمانين ونيفا من عمره المديد.عندما توجّه إلى مكتب سموه للسلام عليه وتهنئته بسلامة الوصول وتوليه زمام الأمور بالمنطقة. قال له ومن قلب صادق لا يعرف الشقاق ولا النفاق: (مرحبا بك بين أهلك وربعك، أنا يا سمو الأمير لك مني نصيحة وهي أن تعامل الكبير كأنه أبوك ومن في سنك كأنه أخوك ومن كان أصغر منك فهو ابنك وإذا أتاك شاكٍ فاسمع من خصمه قبل الحكم) بتقبيل ذلك الرجل كأن الأمير يقول نصيحتك أخذت بها وهاأنذا أطبقها. أيقنت أن سمو الأمير سيفرض حبه على جميع أهالي المنطقة، ليس بأخلاقه فقط وإنما بأفعاله. والدليل ما ذكره الزميل محمد الزهراني عندما حادثه سموه وقال: (سأركز على محاربة الفساد حتى لو في مكتبي لأن الأخطاء إذا بدأت من الكبار انتقلت بسهولة إلى الصغار وسأتابع كل المحافظين والمسؤولين بالإمارة وسأدعم المجتهد والمخلص ولن تكون هناك صلاحيات مطلقة لكائن من كائن للتحكم في مصالح الأهالي ومشاريع تنمية وتطوير المنطقة ولن يكون للأهواء والمصالح الشخصية وجود في الباحة إن شاء الله). من هنا ستنطلق دفة التطوير وتعاد للباحة خضرتها ورونقها، وتعود أغصان أشجارها تتمايل فرحا وابتهاجا. ستصبح المنطقة و (بإذن الله) من المدن السياحية بعد أن أصبحت أرضًا يبابًا. سيقطع دابر المتمصلحين والمتملّقين وتعود الطيور المهاجرة إلى موطنها. أنا وغيري من أبناء الباحة (المهاجرين) نتتبع وبشغف أحداث المنطقة. هاجرنا منها بعد ما عانينا من ندرة مقومات الحياة بها وأهون شئ شح المياه .ناهيك عن ندرة الجامعات ودور العلم و..و... وجهة نظر: المياه التي تصل إلى الباحة عن طريق الطائف، أليست مكلفة وهي لا توفر احتياج المنطقة ؟ أليس من الأفضل جلبها من (المظيلف أو من القنفذة) لقرب المسافة وقلة التكلفة. وسامحوووووونا.