• فاجأني صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود أمير منطقة الباحة مساء الاربعاء الماضي بمكالمة هاتفية تعقيبية على الرسالة التي وجهتها لسموه عبر هذه الزاوية في ذات اليوم عن الفساد بالمنطقة.. وغمرني سموه بأريحيته ولطفه ومنحني يحفظه الله الفرصة لإيضاح الصورة بشكل أوسع. • بعد السؤال عن الصحة والحال سألني سموه إذا كان الوقت مناسباً لمناقشة مضامين الرسالة قلت على الرحب والسعة والوقت جداً مناسب قال لي أريد أن استعرض معك ما ورد في المقال كلمة كلمة قلت له لا ضير يسعدني ذلك. • 26 دقيقة استغرقتها المكالمة شعرت خلالها أن من يتحدث معي ملم بكل التفاصيل ومطلع على أغلب النقاط التي حوتها الرسالة. علمت أن سموه بادر منذ صدور قرار تعيينه أميراً للمنطقة بالبحث والتقصي عن كل ما وصل إليه من ملاحظات حول أداء الإمارة والعاملين فيها وكذلك الأجهزة الحكومية والمشاريع المتعثرة وأن لديه مشروعاً للاستصلاح ثم الكي وهو آخر العلاج. • قالي لي سأركز على محاربة الفساد حتى لو في مكتبي لأن الأخطاء إذا بدأت من الكبار انتقلت بسهولة إلى الصغار وسأتابع كل المحافظين والمسؤولين بالإمارة وسأدعم المجتهد والمخلص ولن تكون هناك صلاحيات مطلقة لكائن من كائن للتحكم في مصالح الأهالي ومشاريع تنمية وتطوير المنطقة ولن يكون للأهواء والمصالح الشخصية وجود في الباحة ان شاء الله. • قال لي: لن تكون الوظائف القيادية في الإمارة والمحافظات، والمراكز حكراً لأبناء قبيلة معينة أو منطقة بذاتها بل ستكون الفرصة للأكفأ والأجدر نحن في بلد واحد واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب هو ما أسعى إليه بغض النظر عن الانتماءات القبلية والمناطقية والنظرات الضيقة والعصبيات والمحسوبيات والشللية. • بهرني سموه بسعة اطلاعه على شؤون المنطقة ومعرفة أدق التفاصيل حول ما حوته الرسالة من إشارات.. كان حديثه منطقياً.. ونقاشه واعياً.. وإجاباته واضحة وصريحة.. تنم عن فكر مستنير.. وعن إداري محنك يزن الأمور بعقلانية.. لديه رؤية واضحة لمستقبل العمل في المنطقة منطلقها العناية بالإنسان وجعله محور التنمية وحجر الزاوية في قادم الأيام.. • حديث طويل جرى خلال المكالمة استأذنت سموه في نشره لكنه اعتذر.. قلت لسموه الأهالي يريدون أن يتأكدوا أنكم اطلعتم على مضمون الرسالة وما تبعها من تعليقات واقتراحات في المواقع الإليكترونية والمنتديات قال لي طمئنهم أن الرسالة وصلت وأنني كلفت من يتابع ويحلل كل التعليقات.. أبلغهم أنني أقسمت أمام ولي الأمر على العمل بأخلاص وهو قسم عظيم سيسألني عنه العزيز الجبار.. أنا جئت لإحقاق الحق وتنفيذ توجيهات وتطلعات ولي الأمر لتطوير وتنمية هذه المنطقة ولن أدخر جهداً في سبيل أداء هذه الأمانة بكل جد وإخلاص.. ومحاربة الفساد من أولويات القيادة العليا في هذا البلد ومسؤولياتنا تقتضي محاربته على كل المستويات وفق ما نرى ونلمس بعيدا عن التخمين والظنون. • قبل ختام المكالمة قال سموه أنا لم أتصل بك من أجل حب الظهور أو الشهرة أو البحث عن الفلاشات الإعلامية فقط وددت أن أشكرك على وطنيتك ورغبت في إيضاح بعض الحقائق لك أنت على ضوء ما ذكرته في مقالك. • بقي أن أشكر سموه على هذه البادرة.. وهذه الاستجابة السريعة التي تؤكد إيمانه بدور الإعلام وتقبل النقد الهادف. كما أشكر كل من علق على الرسالة إليكترونياً وهاتفياً.. وأدعو لسموه الكريم بالعون والسداد ودوام التوفيق.