لا زالت الباحةُ للتقبيل..!  د . حميد الفقيه الغامدي* ضحكتُ ملء فمي وأنا أقرأ مقال زميلنا محمد الزهراني تحت عنوان (عتب الأمير وبشرى الوزير)، والمنشور على صفحات هذه الصحيفة يوم الأربعاء الموافق 17/9/1429ه. قلت في نفسي سبحان الله، وصدق مَن قال: (لابد للتاريخ أن يعيد نفسه)! فقد كتبَ كاتبنا الزهراني موضوعًا عن أزمة المياه في الباحة، ووجّه نداءً إلى معالي وزير المياه لزيارة الباحة؛ ليطّلع بنفسه على المعاناة التي يعانيها قاطنو الباحة من شُحّ المياه. كان ذلك بتاريخ /27/4/1422ه، وألحقته بمقال لي بعده في /15/5/1422ه تحت عنوان (الباحة تستنجد: إني أعطش... أعطش... أعطش...)! أقول لأخي محمد الزهراني: أنسيت أم تناسيت بعد تلك المطالبة، وما عانته المنطقة من شحٍّ في المياه، واستلّ كلٌّ منا قلمه الذي يملكه لنعبر عن تلك المعاناة؟ بعدها خرج علينا مسؤول يقول: (ستُحلُّ أزمة المياه في الباحة قريبًا)! والآن تُعاد الكرة مرة ثانية، ويخرج علينا المسؤول ويقول: بعد ستة أشهر ستُحلّ مشكلة المياه في الباحة! أتعلم أيُّها الهُمام بأن العطشَ بلغ بالباحة (مبلغه)، وأصبحت الطيور تهاجر قبل البشر! وأصبحت الأشجار تموت واقفة.. كل مَن حولك وأنت في الباحة تجده يلهث من شدة العطش! وتقول في مقالك: إنك سعيد؟؟ كيف تعد منطقة الباحة من المدن السياحية بعد أن أصبحت أرضًا يبابًا؟؟ كل ذلك من أجل قلة المياه. سبع سنوات ونيف، وأنا وأنت نطالب، وغيرنا كثير... لكن لا حياة لمن تُنادي! كل الذي نجده هو (ستُحلّ الأزمة قريبًا)!! أعتقد أن إمارة الباحة لم تقصّر، والدليل ما جاء في عدد المدينة رقم 16562على لسان الأمير محمد بن سعود عن قيام الإمارة بالتبرّع بأرضها الواقعة على البحر الأحمر، والتي تبلغ مساحتها ثلاثة ملايين متر مربع قامت بتسليمها لوزارة المياه؛ لإنشاء محطة التحلية، وهذا يمثّل نصف التكلفة تقريبًا. إذًا ماذا تنتظر وزارة المياه؟! لوطلبت مساعدة من الأهالي لما بخل أحدٌ منهم -والحمد لله- لكنْ (مَن يعلّق الجرس)؛لكي يعيد للباحة خضرتها، ورونقها؟ ولكي تتمايل أغصان أشجارها فرحًا وابتهاجًا؟! وساااامحوووونا..! ************************** *أحد أبناء منطقة الباحة ، كاتب بصحيفة \"المدينة\" السعودية.