** عرفت البحرين في صغري دولة عربية.. جزيرة بدون منفذ بري.. كنت أتساءل : كيف يعيش أهلها وسط البحر؟!.. وتأتي سمعة البحرين الشعبية في ذلك الوقت.. من إذاعتها.. ومطربها الشهير محمد زويد.. مطرب أصبح شعبيا هو البحرين.. كان اشهر من البحرين نفسها.. هذا لم يكن كل الأمر.. هناك صلات وعلاقات قائمة مع أهل الخليج. ** الحدث الأكبر الذي جعل البحرين تنتقل إلى عالمنا العربي الشعبي.. هو بناء جسر الملك فهد.. ربط ارض البحرين ببقية العالم العربي.. بدأنا نشاهد أهل البحرين بسياراتهم بيننا. ** انجاز جعل البحرين تقترب أكثر من نفوسنا.. زيارات ورحلات وتسوق.. أيضا عمل ودراسة.. مع الجسر تقاربت النفوس وتعارفت وتصادقت أكثر.. أصبح التنقل سهلا بين البحرين وبقية دول الخليج. مرحلة تاريخية جديدة.. شكّل الناس محورها.. إذا كان التاريخ يشكل مجرى الأحداث.. فإن المجرى هنا يمثل تنقل الناس بسهولة.. لخلق الأحداث العظيمة. ** وعبر جسر التواصل.. كانت أول زيارة لكاتبكم في التسعينات من القرن الماضي.. زرت البحرين لأخذ تأشيرة من القنصلية البريطانية.. ذهاب وعودة سريعة.. لم تستغرق سوى ساعات قليلة. ** مازلت اذكر كل المشاهد الجميلة في البحرين.. عبر الطريق الذي سلكته إلى القنصلية البريطانية.... أخيرا لمست ثرى البحرين.. وكانت تطل علينا عبر إذاعتها.. المسموعة والمرئية. ** هؤلاء أهل البحرين.. وكنت أشاهدهم من خلال المسلسلات البحرينية.. القريبة إلى القلب.. وإلى العادات التي نعيشها.. لهجتهم الجميلة تستهوينا.. هذه البحرين برجالها المخلصين.. عرفت البحرين أيضا من خلال دورة الخليج العربي. ** البحرين حقيقة أمامي.. كنت احلم بمعرفتها.. من خلال تاجر كان يعرف الوالد.. استأذن أبي لاستضافتي في منزله بالبحرين.. اعتذر الوالد من صديقه بكل أدب.. كنت صغيرا يخاف على ابنه من ركوب البحر.. بقيت اعتز بتلك الدعوة.. وظل اسم البحرين يكبر يوما بعد آخر بسنين العمر التي تراكمت قريبا من البحرين. ** في اسكتلندا تعرفت على البحرين بشكل اكبر.. تعرفت على احد رجالات البحرين.. الدكتور نبيل (أبو ثامر).. رجل يعشق البحرين.. يتحدث عنها بكل حب وتقدير.. وكنت أرى البحرين في سلوكه وتصرفاته وعلمه.. وتصلبت جذور الصداقة.. أصبحت جزءا من حياتي. ** زرت البحرين مرة أخرى.. لزيارة أخي (أبو ثامر).. وفي جولة على البحرين ومعالمها، عرّفني على تاريخ البحرين.. على شباب البحرين.. ومع كل زيارة يزداد الحب للبحرين.. ويزداد الإعجاب بأهل ورجال البحرين. ** استمرت الزيارات العائلية.. وكانت الصداقة تنتقل بين أبنائي وأبناء الدكتور نبيل.. زارني في الاحساء مع أهله.. طاف في ربوع الاحساء.. وفي مرات أخرى زارني مع مجموعة من الأصدقاء.. تعرفت عليهم بواسطته.. هكذا زاد تقديري للبحرين وأهل البحرين. ** كان ابو ثامر أكثر من صديق.. كان أيضا سفيرا للبحرين.. يعطي المعلومات الحلوة والجميلة والمفيدة.. ويسجل المواقف.. يقدّم الضيافة.. يدعو كل من يتعرف عليه أثناء زياراته للمملكة لزيارة البحرين.. رجل كريم وسخي كبقية أهل البحرين.. أهل كلهم شهامة وكرم وطيبة. شكرا لأخي وصديقي (ابو ثامر).. الذي جسد لكاتبكم شموخ وكبرياء وأصالة البحرين. ** أهل البحرين يختلفون عن أهل الخليج قاطبة.. هم الأفضل.. هكذا عرفتهم.. من خلال تلك الزيارات لأخي وصديقي (ابو ثامر).. ومازلت اذكر موقفه الكريم أثناء اجتماع عمداء شؤون الطلاب لجامعات دول الخليج الذي عقد في البحرين.. وكنت وقتها عميدا لشؤون الطلاب بجامعة الملك فيصل. ** حرك ذكرياتي تلك.. إعلان ضبط شبكة إرهابية.. خرجت عن السلوك العام لشعب البحرين.. ارتكبوا أعمالا خارجة على القانون.. أرهبوا الناس.. قاموا بأعمال شغب وتخريب وحرق.. روعوا الآمنين.. هددوا سلامتهم.. وعطلوا مصالحهم. ** هل نخاف؟!.. نعم يجب أن نخاف.. خوف يقود إلى المواجهة.. كما عبر عنها وزير الداخلية البحريني.. الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.. عندما قال: (لابدّ من مواجهة الأعمال التخريبية.. والأفعال الإرهابية.. الهادفة إلى الإخلال بتوازن البلاد.. من خلال هيمنة إرادة الغوغائية.. والفوضى.. على إرادة النظام والقانون.. وهو أمر لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال.. وفتنة كان لابد من وئدها في مهدها.. وأنّ تواجد رجال الأمن والتشديد في الإجراءات الأمنية.. هي تدابير للحفاظ على الأمن). ** ضبط هذه الشبكة الإرهابية.. كما أكد الشيخ راشد.. يعبر عن “التأكيد على الالتزام بتطبيق القانون”.. هذا ما نريده للحفاظ على امننا في كل دولنا العربية.