«من المؤسف أن ينتظر الشاب السعودي فرصته للعمل في قطاع التعليم، في ظل وجود آخرين يحملون مهنا مختلفة ويشغلون وظائف تعليمية في مدارس المملكة»، عبارة أطلقها معلم سعودي يعمل في مدرسة ابتدائية ومتوسطة خاصة في المدينةالمنورة، احتجاجا على شغل وافدين من جنسية عربية وظائف تعليمية في مدرسته، وذلك بحسب تقرير الصحافي خالد الجابري من المدينةالمنورة في صحيفة عكاظ السبت الفارط! وذكر التقرير أن المعلم السعودي اكتشف مصادفة من خلال الأوراق الخاصة في المدرسة أن معلم اللغة الإنجليزية مهنته الأصلية وفق وثائقه الرسمية كهربائي مبان، في حين أن وظيفة معلم الرياضيات هي سائق خاص، وهو على كفالة والد أحد الطلبة في المرحلة الابتدائية! الخبر المنشور أعلاه جاء متزامنا مع إخلاء أكثر من 400 خريج من كليات المعلمين من دفعتي عامي 27 و28 مواقع تجمعهم على أرصفة مبنى وزارة التربية والتعليم بعد حالة تجمع بدأت منذ صباح الأحد الماضي طلبا لتعيينهم أسوة بزملائهم، وانتهى هذا المشهد التراجيدي بعد اجتماع جرى بين مغرم الغامدي المتحدث باسم الخريجين من دفعتي عامي 1427 و 1428 والدكتور سعد بن سعود آل فهيد وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية. الخريجون هؤلاء يطالبون بحقوقهم المشروعة في التوظيف الذي يمكنهم من الاستقرار النفسي أولا والاجتماعي ثانيا، في الوقت الذي نجد المدارس الأهلية تعج بالسباكين والحدادين والنجارين الذي يدرسون طلابنا بمسمى معلم، وتحت غطاء مقاولي المدارس الرأسمالية! ليست عنصرية بغيضة كما يعتقد البعض، ولكنها أولويات فالمواطن على مستوى دول العالم أولى من الوافد بشغل الوظيفة أو المنصب إذا توفرت الكفاءة والمقدرة، وهذه متوفرة لدى آلاف مؤلفة من شباب وفتيات هذا الوطن. قد تكون سوق العمل لدينا تفرض تخصصات معينة أو مهنا محددة لمنح الوافدين تأشيرة الدخول والعمل، وهم في الأصل يحملون مؤهلات علمية قد تصل إلى درجة الماجستير، ولكن في المقابل هناك نماذج سلبية تلحق الضرر بالوطن والمواطن، وما كثرة الأخطاء الطبية إلا دليل على أن بعض من يمارس مهنة الطب في مستشفياتنا ليس له علاقة بهذه المهنة، أتقن اللغة الإنجليزية والتحق بدورة تمريض في بلاده، ودفع مبلغا وقدره لشراء الشهادة، وحضر ليمارس الجزارة في غرف العمليات في ظل تراخ واضح في الأنظمة وتطبيق العقوبات! إذن هل ينقصنا التخطيط المتقن والإدارة الواعية وجرعة من الوطنية الحقيقية؟! أعتقد ذلك .. ويكفي.