**الكثير يسمع عن الحمى المالطية.. ولكن قلة الذين تعرضوا لضيافتها.. وحتى الأسبوع الماضي.. كان كاتبكم يسمع عنها.. وعن ضحاياها.. لم أتوقع أن أكون احد (المملوطين) الجدد لهذا العام.. وضع اعتراني عن طريق الصدفة.. هناك من ينشر هذا المرض وأمراضا أخ ** اشتريت أكثر من عبوة في أوقات مختلفة خلال الأسابيع الماضية.. من حليب (الخلفات).. الحليب كان في عبوة جميلة.. كتب عليها كلام.. يفيد بأن الحليب مبستر.. وعلى ذمتهم.. اعتمدنا تصديق ما يقولون. ** الحقيقة كانت مختلفة.. قد يكون مبسترا.. وقد لا يكون.. هناك احتمالات كثيرة.. لكن الشيء الوحيد المؤكد.. بالنسبة لكاتبكم.. أننا نواجه مشكلة كبيرة.. وهي نقص الأمانة.. نقص المراقبة.. نقص الخوف من الله. **كل ما في الأمر.. أن يكون لديك محل وعمالة غير مدربة.. تقوم بتعليب الكذب والخداع والوهم.. ونحن كمستهلكين.. ندفع من صحتنا الكثير.. وقد يدفع البعض حياته.. ثمنا.. لإهمال أناس لم يعد يهمهم الخوف من الله.. الأهم عندهم يتمثل في المال وجمعه بأي طريقة كانت. ** أنت أمام عمالة أجنبية.. لا تعترف إلا بالمال.. وجمعه بأي طريقة.. ثم يصل إلينا المنتج ونحن لا نعلم عنه شيئا .. ليس هذا فقط مع حليب (النياق) الذي شربته طواعية.. دون رؤية المسارات التي مر بها.. حتى وصل إلى الرف أمامي يقول : شفني.. تعال خذني. ** شعرت بحرارة مرتفعة.. وكالعادة تجرعت حبات البطل (بندول).. لكن مع الفجر.. وجدت نفسي في القطب المتجمد الشمالي.. كل جزء من جسمي يهتز وحده من شدة البرد.. أحشائي ترجف.. واسمع صوت ارتطام أسناني المتسائلة. ** صحت في أم عمر.. (لحقي علي).. أتت مسرعة مذعورة.. طلبت منها تغطيتي بكل الأغطية التي في البيت.. وفعلا نفذت التعليمات.. وهي تدعو الله لي بالسلامة.. ومن كثرة الدعاء زادت أوجاعي النفسية والجسدية. ** بعد فترة.. وجدت نفسي وكأني في صحراء الربع الخالي.. عرق شديد بلل الفراش والملابس.. وبقيت مطروحا على الفراش.. إلى أن وجدت نفسي مستعدا للذهاب إلى المستشفى. ** ذهبت إلى المستشفى.. وقابلت الطبيب.. وشرحت له الأعراض.. قام بالفحص.. وقال انه لا يرى مبررا لكل ما أقول.. كل شيء سليم.. لكنه تناول ورقة وكتب عليها أسماء بعض الأدوية.. ثم شرح لي أن هناك مضادا.. طلبت من الدكتور أن يعمل تحليل دم.. وطلبت أن يعمل تحليلاً للمالطية وذكرتها له بالاسم. ** رفض الدكتور الفكرة ورفض طلبي.. وقال لا يوجد لديك أعراض الحمى المالطية.. وساعده أيضا طبيب آخر.. وشرح لي انه لا يوجد آلام وأوجاع في المفاصل.. واقترح أن استمر مع الدواء.. وان أراجعه خلال يومين إذا لم يتحسن الوضع. ** ذهبت الصيدلية وراعني انه كتب مضادا قويا (1جم).. تساءلت كيف يجرؤ على صرف هذا الدواء دون تحليل.. ودون معرفة ما أعاني منه.. قررت عدم شراء الدواء.. وإعطاء نفسي فرصة ليوم آخر.. ** في عصر ذلك اليوم ارتفعت الحرارة.. وتناولت البطل (بندول).. وفي صباح اليوم التالي وفي نفس الميعاد السابق وجدت نفسي في القطب الشمالي المتجمد.. واعدت اسطوانة المعاناة السابقة.. لكن هذه المرة.. وجدت الوضع جديا أكثر. ** وفي الصباح ذهبت إلى مستشفى آخر.. وطلبت مقابلة أخصائي باطنية.. قالوا لابد من وجود ميعاد مسبق.. ثم اقترحوا أن أقابل طبيبا عاما .. وأمام الخوف والقلق.. قبلت بالعرض.. قابلت الدكتور وشرحت له قصة الحمى.. قام بالكثير من الفحوصات.. وقال كل شيء سليم. ** قاطعته.. طالبا إجراء فحص الحمى المالطية.. بالإضافة إلى أي فحوصات أخرى.. طبعا المستشفى خاص وأيضا المستشفى السابق.. وافقني الرأي.. وحولني إلى مختبر المستشفى لإجراء تحاليل للدم ومنها تحليل خاص بالحمى المالطية. ** لم يصرف لي أي دواء.. أعطاني موعدا في اليوم الثاني بعد الظهر.. وفي ذلك اليوم اشتدت نوبات الحرارة.. تجرعت خلالها الكثير من حبات بطل المواطنين المدعو (بندول).. رغم قلقي على الكلى من جراء تأثير البندول. ** في فجر اليوم الثالث.. بلعت بندول قبل أن انتقل إلى القطب الشمالي.. وبالفعل توقفت الرحلة.. وأشرقت الشمس.. وانتظرت إلى ما بعد الظهر.. ثم دخلت على الدكتور.. استقبلني قائلا.. فحص المالطية ايجابي.. وأحالني فورا إلى دكتور آخر.. ليبدأ المشوار.. ومازلت مملوطا.. أدعوا لي بالشفاء.