منذ أن منَّ الله سبحانه وتعالى علينا في مكتبة الأديب بتجهيز عشرة آلاف نسخة من كتاب «سماحة الإسلام» للدكتور عمر عبد العزيز القريشي بجهود مباركة من الأستاذ مدحت أبو ذهب القائم على طباعة هذا الكتاب وترجمته إلى اللغة الإنجليزية ترجمة متميزة مناسبة لمستويات القراء من غير المسلمين المختلفة، ومنذ أن تم شحن هذه الكمية من الكتاب إلى جنوب إفريقيا لتوزيعه هناك على جماهير ولاعبي المنتخبات العالمية بمناسبة كأس العالم، منذ ذلك الوقت وأنا مطلع على التجهيزات الكبيرة التي تقوم بها الندوة العالمية للشباب الإسلامي للمشاركة بمنتخبها المتميز في هذه المناسبة الرياضية العالمية الكبرى، ولكنني كنت أتساءل عن طرق هذه المشاركة، وأساليب التدريب التي ستؤهل منتخب الندوة للفوز بكأس العالم؟ أما وقد بعث إليَّ الأخ الكريم وهيب الوهيبي المنسق الإعلامي لمشاركة الندوة في كأس العالم بتفاصيل خطة المشاركة، فقد تجلّت الصورة عندي وشعرت بحقِّ القراء الكرام في معرفة ما تجلَّى واتضح من الصورة. يقول المنسق الإعلامي: وضعت الندوة العالمية خطة متكاملة للمشاركة في بطولة كأس العالم التاسعة عشرة في جنوب إفريقيا. إذن، قررت الندوة أن تشارك، وأعلنت دخولها في المنافسات، وتحدث الدكتور منير بن خالد الحميد الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي للتخطيط والتنمية أن المشاركة تمت وفق خطة شاملة، وأن الفوز حاصل بتوفيق الله، مشيراً إلى جوانب الخطة عملياً على النحو التالي: 1- إقامة معارض ثابتة بجوار الملاعب العشرة التي تم تحديدها لإقامة المباريات عليها وتحتوي هذه المعارض على مجسمات ولوحات ضخمة للحرم المكي، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، وتتضمن المعارض التعريف بالمملكة العربية السعودية ودورها في خدمة الإسلام والمسلمين، والتعريف بالحضارة الإسلامية وإسهامها الفاعل في نهضة البشرية، والتعريف بالعمارة الإسلامية، والخط العربي. 2- استئجار لافتات وشاشات عرض عملاقة في الشوارع والميادين، وبجوار الملاعب للتعريف بالإسلام والحضارة الإسلامية. 3- توزيع كتيبات دعوية للتعريف بالإسلام وموقعه من عدد من القضايا كحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وأسلوب الحوار مع الآخرين. 4- توزيع أقراص ممغنطة وكتيبات تعريفية باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية، حيث توزع في قاعات الاستقبال في معظم الفنادق وعلى الفرق الرياضية والجماهير. 5- توزيع هدايا رمزية عينية مثل القمصان والقبعات والمظلات التي طبعت عليها عناوين مواقع الندوة الإلكترونية وهي مواقع دعوية بعدد من اللغات. أما عدد أعضاء المنتخب فهم أكثر من خمسين داعية يشاركون في تنفيذ البرنامج في عدد من المدن، وهو فريق مدرب محترف، وكل أعضائه من جنوب إفريقيا لأن أهل الدار أدرى بزواياها وخبايا بنائها، هكذا كانت مشاركة الندوة متميزة، وهذا ما جعلني أرشحها للفوز بكأس لا يقدر بثمن، ولا يمكن للمنتخبات المشاركة في مباريات كأس العالم أن تفوز به مهما كانت قدراتها إنه كأس (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خيرٌ لك من حُمُر النَّعم)، ويا له من كأس عظيم تتضاءل أمامه كؤوس الرياضة العالمية كلها، حتى ولو كانت مصنوعة من الذهب الخالص، ومرصعة بأغلى جواهر الدنيا. إنه الكأس الذي يقدِّمه الله سبحانه وتعالى لعباده الذين يدعون إلى دينه الحق، ويكونون سبباً في إسلام رجال ونساء كانوا يعيشون في ظلام الكفر والإلحاد، فيخرجونهم بدين الله من الظلمات إلى النور، وينقذونهم من الخلود في نار جهنم بتوفيق الله وتأييده. هكذا تكون المشاركة الجادة في ميادين «اللعب» فوزاً لا يضاهيه فوز، ونجاحاً لا يساويه نجاح. إشارة: غنَّت بواكير الصَّباح فحرَّكتْ=شَجْوَ الطيور ولهفة الأزهار