العالم كله يتجه بنظره واهتمامه إلى جنوب أفريقيا حيث تقام البطولة التاسعة عشرة لكرة القدم والتي بدأت فعالياتها في 11 يونيو2010م وتستمر لمدة شهر إذ تنتهي في 11 يوليو.تتنافس فيها الدول المشتركة للفوز بكأس العالم وهو مايأمله كل فريق بالتأكيد ليرفع علم بلاده عالياً بين الأمم ويخلد اسمه في التاريخ الرياضي العالمي ، ويفرح بنشوة الإنتصار. وقد رأيت بنفسي حين كنت في كيب تاون منذ عامين الاستعدادات على قدم وساق ببناء المساكن والملاعب لهذا الحدث الكبير والذي يجمع ملايين البشر من المشجعين فضلا عن اللاعبين والمدربين وطواقم الفرق الإدارية وكل مايلحق بها من احتياجات وخدمات تستنفر لأجلها كل الجهات الرسمية والمدنية .. و في خضم المنافسات الكروية الساخنة هناك متسع لنشاط آخر ربما لم يفكر به كثير من المسلمين لكن الندوة العالمية للشباب الإسلامي كانت من السابقين حيث فازت بثقة لجنة الفيفا المنظمة لكأس العالم للمشاركة في الفعاليات الثقافية والفكرية المصاحبة بصفتها عضواً في الأممالمتحدة ضمن المنظمات غير الحكومية وعاملة في حقل الشباب لتقدم خدماتها والتعريف ببرامجها في البطولة . وقد سبق أن شاركت الندوة العالمية في كأس العالم في ألمانيا عام 2006م ، وتم تقويم هذه التجربة والاستفادة منها لتحديد البرامج الدعوية والثقافية التي شهدت إقبالاً جماهيرياً ، وتم وضع خطة منظمة لما ستكون عليه مشاركتها هذا العام بما يلائم البيئة المحلية والإمكانيات المادية والفنية المتوفرة . ويقوم برنامجها على ثلاثة محاور : أولاً: إقامة معارض ثابتة بجوار الملاعب العشرة التي تم تحديدها لإقامة المباريات عليها ، وتحتوي على مجسمات ولوحات ضخمة للحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الأقصى لتعريف الجماهير بالأماكن المقدسة للمسلمين، والتعريف بدور المملكة في خدمة الإسلام والشباب المسلم، والجوانب المشرقة للحضارة الإسلامية وإسهامها الفاعل في نهضة البشرية على جميع الأصعدة العلمية والعمرانية والإجتماعية، وفي مجالات حقوق الإنسان وحقوق المرأة وتعزيز السلام العالمي ونحو ذلك. بالإضافة إلى ركن العمارة الإسلامية وركن الخط العربي. ثانياً : استئجار لافتات وشاشات عرض عملاقة في الشوارع والميادين وبجوار الملاعب التي تقام عليها البطولة للتعريف بالإسلام والحضارة الإسلامية. ثالثاً : توزيع كتيبات دعوية للتعريف بالإسلام وموقفه من قضايا مثل حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية والحوار مع الآخر. وتشكل اللغة الإنجليزية نسبة 70 % من المطبوعات والأفلام والباقي باللغة الفرنسية والأسبانية والبرتغالية.وقد قام (نفتال باندا ) مدير مكتب الندوة في جنوب أفريقيا بعمل الترتيبات اللازمة بالتعاون مع الجهات المختصة، كما تم الإستعانة بجهود مركز الشيخ أحمد ديدات في الخطة.كذلك تم إعتماد تنفيذ برنامج إضافي بالتعاون مع الأمانة العامة للشؤون الإسلامية بالمملكة للتنويه بحقوق الإنسان في الإسلام وذلك لكون فعاليات كأس العالم توافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان ".كما سيكون هناك استثمار لوجود شخصيات من اللاعبين المسلمين الذين قد لاتكون لهم إهتمامات دعوية ، لكنهم هذا العام سوف يكون لهم دور فعال مما يؤثر إيجابياً عليهم وعلى غيرهم، وسيقوي الشعور بالإنتماء لهذا الدين العظيم لديهم . وإن كنا لم نشارك في المنافسات كفريق رياضي فقد منحتنا الندوة العالمية فرصة الفوز بشكل آخر من خلال مشاركتها الفعالة فهو مكسب كبير كما قال صلى الله عليه وسلم : (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) .. وهو مانرجوه بإذنه تعالى .