كشف الدكتور منير بن خالد الحميد الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي للتخطيط والتنمية تفاصيل البرنامج الدعوي والثقافي الذي أعدته الندوة العالمية للمشاركة في فعاليات البطولة التاسعة عشرة لكأس العالم التي ستقام في الفترة من 11 يونيو إلى 11 يوليو 2010م في جنوب إفريقيا بعد أن تم اعتماد الندوة من قبل اللجنة الرسمية المنظمة لفعاليات كأس العالم ضمن عدد من الجهات الدولية لتقديم خدمات ثقافية باعتبارها عضو المنظمات غير الحكومية في هيئة الأممالمتحدة. وأشار في حوار أجراه الزميل وهيب الوهيبي في صحيفة(الجزيرة) إن البرنامج يتضمن العديد من الفعاليات الدعوية والثقافية وإقامة معارض وتوزيع كتب وأفلام ومطويات ومنشورات للتعريف بالإسلام واستخدام شاشات عرض كبيرة بالقرب من الملاعب التي ستقام عليها المباريات لعرض أفلام وثائقية عن الإسلام, والتعريف بالحضارة الإسلامية وكذلك الاستفادة من وجود بعض مشاهير اللاعبين المسلمين الدوليين من المعتزلين والحاليين الذين يشاركون في منتخبات بلدانهم في البطولة، وأشار د. الحميد إلى تشكيل لجنة في الندوة قامت بإعداد الخطة ومكونات البرنامج وكيفية تنفيذه بالتعاون مع مكتب الندوة العالمية بجنوب إفريقيا، مؤكداً أن أكثر من خمسين داعية يشاركون في تنفيذ البرنامج في المدن التي تقام فيها مباريات كأس العالم وجميعهم من جنوب إفريقيا، وقال د. الحميد إن الكتيبات والمطويات والبروشورات والأفلام الوثائقية التي ستوزع ستكون باللغة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية وإن ورش عمل تم تنظيمها في مدينة بيغفيل التي تبعد عن ديربان 255 كم وشارك فيها متطوعون يمثلون المحافظات التي تقام فيها مباريات كأس العالم لمناقشة تفاصيل تنفيذ برنامج مشاركة الندوة في فعاليات كأس العالم. وفي ما يلي نص الحوار: عضو في الأممالمتحدة بداية.. كيف تم اختيار الندوة العالمية للمشاركة بخدماتها في بطولة كأس العالم التاسعة عشرة في جنوب إفريقيا؟ - تقوم لجنة الفيفا المنظمة لكأس العالم عادة بإقامة فعاليات ثقافية وفكرية وفنية مصاحبة لمباريات كأس العالم لكرة القدم وقد اختارت اللجنة المشرفة على تنظيم كأس العالم في جنوب إفريقيا الندوة العالمية للشباب الإسلامي بصفتها عضواً في الأممالمتحدة وعاملة في حقل الشباب لتقدم خدماتها والتعريف ببرامجها في البطولة انطلاقاً من تثمينها لدور الندوة ومشروعاتها وبرامجها النوعية الموجهة للشباب، ومن الطبيعي أن تشارك الندوة في هذه الفعاليات باعتبار بطولة كأس العالم لكرة القدم من الفعاليات التي تستهدف بشكل كبير شريحة الشباب. للمرة الثانية كيف بدأت فكرة مشاركة الندوة العالمية في بطولة كأس العالم لكرة القدم ولماذا جنوب إفريقيا؟ - الندوة العالمية للشباب الإسلامي مؤسسة تهتم بالشباب المسلم على مستوى العالم وتحرص أن تستهدف جل برامجها ومشاريعها ومناشطها الدعوية والثقافية والفكرية والتنموية الشباب وقد تميزت الندوة في هذا الجانب من خلال البرامج الصيفية والمخيمات والملتقيات الشبابية التي يشارك فيها شباب من دول مختلفة والدورات التدريبية والتأهيلية الموجهة للشباب والمنح الدراسية الطلابية ورعاية النابغين والموهوبين من الشباب المسلم, ولذلك تحرص الندوة العالمية عن طريق مكاتبها وفروعها أن يكون لها تواجد في الفعاليات الشبابية، ومشاركة الندوة العالمية في خطة التعريف بالإسلام وبرامج ومناشط الندوة في كأس العالم لكرة القدم ليست جديدة بل هي المرة الثانية التي تشارك فيها الندوة في كأس العالم لكرة القدم من خلال تنفيذ برامج وفعاليات دعوية وثقافية، وتجد مشاركات الندوة قبولاً واستحساناً من الجهات الرسمية والشعبية في العالم لأن الطرح يأتي بشكل هادئ ومتحضر ويحترم كرامة الآخر، ولعل نقطة التحول في هذه المشاركات كانت في كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت بألمانيا، وهذا ما حفز الندوة لوضع خطة عمل طموحة للمشاركة في بطولة كأس العالم التاسعة عشرة في جنوب إفريقيا 2010م بشكل مميز، والندوة في ذلك تقتدي بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الوصول إلى التجمعات البشرية الكثيفة لتبليغ دعوة الله كما كان يفعل على سبيل المثال في سوق عكاظ. مشاركة رسمية هل تتم مشاركة الندوة العالمية في فعاليات كأس العالم لكرة القدم من خلال موافقات الجهات الرسمية المنظمة للبطولة؟ - بالتأكيد، فالندوة العالمية للشباب الإسلامي تعتمد في كل نشاطاتها وبرامجها التي تنفذها على الإطار المؤسسي بصفتها عضواً في المنظمات غير الحكومية في هيئة الأممالمتحدة وتنفذ برامجها في أي مكان في العالم بموافقة الدول التي تعمل فيها ومن خلال بروتوكولات ومذكرات تفاهم تنص على ذلك وهو ما أكسب الندوة المصداقية والثقة والقبول، فنحن نعمل تحت الأطر الرسمية ووفق قوانين ونظم البلاد التي تتواجد فيها مكاتب الندوة. ومشاركاتنا في الفعاليات المصاحبة لمباريات كأس العالم لكرة القدم في المناسبة السابقة والمناسبة الحالية تم من خلال القنوات الرسمية للدول المنظمة للبطولة. لجنة خاصة ماذا عن الاستعدادات للمشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2010م؟ - وجه الأمين العام الدكتور صالح الوهيبي بتشكيل لجنة خاصة قامت بدراسة جدوى المشاركة ومن ثم وضع خطة عمل دعوية وثقافية تتلاءم مع الفعاليات وخصوصية المناسبة ونوعية المشاركين بالإضافة إلى دراسة التجربة السابقة لمشاركة الندوة الأولى في كأس العالم لسنة 2006م, في ألمانيا وتقويم هذه التجربة, والتعرف بالسلبيات لتفاديها والإيجابيات والفوائد لتعزيزها وكذلك تحديد البرامج الدعوية والثقافية التي شهدت إقبالاً جماهيرياً في ألمانيا كما تم تكليف مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جنوب إفريقيا بوضع تصور عام عن المشاركة في فعاليات كأس العالم وما يلائم البيئة المحلية هناك والإمكانات المادية والفنية المتوفرة وقد بدأنا سلسلة من الاجتماعات المتواصلة لوضع الخطة الدعوية بجميع تفاصيلها ونظمت ورش عمل في مدينة بيغفيل التي تبعد 255كم من «ديربان» شارك فيها أكثر من خمسين داعية يمثلون المحافظات التي تقام فيها مباريات كأس العالم لوضع تصور تفصيلي لكيفية تنفيذ الفعاليات الدعوية والثقافية التي تم اعتمادها من قبل الأمانة العامة بالرياض. معارض وشاشات تعريفية وما هي أبرز تفاصيل برنامج الندوة للمشاركة في فعاليات كأس العالم؟ - البرنامج يقوم على ثلاثة محاور: الأول: إقامة معارض ثابتة بجوار الملاعب العشرة التي تم تحديدها لإقامة المباريات عليها وتحتوي هذه المعارض على مجسمات ولوحات ضخمة للحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الأقصى لتعريف الجماهير بالأماكن المقدسة للمسلمين وتتضمن المعارض كذلك التعريف بدور المملكة حكومة وشعباً في خدمة الإسلام والشباب المسلم كما تتضمن المعارض مساحات للتعريف بالجوانب المشرقة للحضارة الإسلامية وإسهامها الفاعل في نهضة البشرية على جميع الأصعدة العلمية والعمرانية والاجتماعية وغيرها وفي مجالات حقوق الإنسان وحقوق المرأة وتعزيز السلام العالمي ونحو ذلك بالإضافة إلى ركن العمارة الإسلامية وركن الخط العربي. ثانياً: استئجار لافتات وشاشات عرض عملاقة في الشوارع والميادين وبجوار الملاعب التي تقام عليها البطولة للتعريف بالإسلام والحضارة الإسلامية. ثالثاً: توزيع كتيبات دعوية للتعريف بالإسلام وكذلك موقفه من عدد من القضايا مثل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والحوار مع الآخرين وهي مواد تم تأليفها أو مراجعة محتواها من قبل إدارة الدراسات والبحوث في الأمانة العامة بالرياض، وكذلك أقراص ممغنطة و»بروشورات» تعريفية باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية سيتم توفيرها في قاعات الاستقبال في معظم الفنادق وتوزع على الفرق والجماهير بالإضافة إلى هدايا عينية رمزية مثل القمصان والقبعات والمظلات التي طبع عليها عناوين مواقع الندوة في الإنترنت وهي مواقع دعوية باللغات الإنجليزية والإسبانية والبرتغالية ليسهل على المهتمين من جماهير المنتخبات الاستزادة من المعلومات بشكل دائم في حال رغبتهم بذلك. لغات مختلفة ما اللغة الأساسية التي تم اعتمادها في خطتكم للتعريف بالإسلام في كأس العالم؟ - تم اعتماد اللغة الإنجليزية بشكل أساسي وتشكل ما نسبته 70% من الكتيبات والأفلام والبروشورات والمطويات التعريفية، والباقي سيكون باللغات الفرنسية والإسبانية والبرتغالية. ترتيبات مسبقة كيف يتم التنسيق مع الجهات المشرفة على تنظيم كأس العالم في ديربان؟ - يقوم نفتال باندا مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جنوب إفريقيا بعمل الترتيبات اللازمة بالتعاون مع الجهات المختصة هناك لتنفيذ البرنامج، وقد تم تنظيم ورش عمل في مدينة بيغفيل التي تبعد عن ديربان 255كم شارك فيها خمسون داعية من جنوب إفريقيا والذين يمثلون المحافظات التي تقام فيها مباريات كأس العالم لمناقشة خطة العمل وكيفية تنفيذها وتحديد أعداد المشاركين في كل محافظة، كما تم الاستعانة بجهود مركز الشيخ أحمد ديدات في الخطة، كذلك تم اعتماد تنفيذ برنامج إضافي بالتعاون مع الأمانة العامة للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالمملكة للتنويه بحقوق الإنسان في الإسلام وذلك لكون فعاليات كأس العالم توافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان. تخطيط مبكر ما هي أبرز الأمور التي تشدد عليها الندوة في تحديد مكونات البرنامج وتنفيذه؟ - أولا التخطيط السليم لضمان توفر عوامل نجاح البرنامج ثم أخذ التصاريح الرسمية بالموافقة على جميع مكونات البرنامج من الجهات المعنية في البلد الذي ينفذ فيه البرنامج وكذلك أن تكون المضامين الدعوية تتلاءم مع ظروف وخصوصية المناسبة والمكان بالإضافة إلى توظيف أفضل الوسائل والتقنيات وأكثرها تأثيراً في الجماهير. نخبة من الدعاة هل سيشارك دعاة من المملكة أو من دول عربية في تنفيذ الخطة؟ - بناء على الخبرة الطويلة والمتراكمة للندوة في مجال الدعوة فإن أسلوبها يعتمد على توطين الدعوة من خلال تأهيل دعاة من نفس البلد ولذا فإن تنفيذ خطة الندوة الدعوية في كأس العالم بجنوب إفريقيا يرتكز في الأساس على دعاة من جنوب إفريقيا وهم ولله الحمد كثر ولسنا بحاجة إلى دعاة من خارجها لأن الداعية من نفس الدولة سيكون أكثر علماً وإدراكاً وإلماماً بظروف البلد والتعليمات والنظم.. والجدير بالذكر أن الوجود الإسلامي في جنوب إفريقيا مؤثر جداً وفاعل ونشط رغم أن المسلمين أقلية في هذا البلد، وللمسلمين في جنوب إفريقيا مؤسساتهم الاقتصادية والدعوية والثقافية والتربوية وهناك عدد كبير من المساجد التي بناها رجال الأعمال الأثرياء والتجار المسلمون وحلقات ودور التحفيظ التي تكاد تكون أساسية للطالب المسلم، وقد انعكست أحوال المسلمين المادية الجيدة في جنوب إفريقيا على مؤسساتهم الدعوية والثقافية، فهم ليسوا في حاجة إلى دعم أو إعانات من الخارج بل يعتمدون على قدراتهم الذاتية.