عندما ضرب الإرهاب بقسوة وطننا الحبيب وفتحنا ملف الإرهاب .. كنا نستبعد أي دور للمرأة في هذا المعترك.. لأن الإرهاب يتنافى مع دور المرأة في هذه الحياة فهي رمز الأمومة والحياة بطيبة أهل هذا البلد ومروءتهم كنا نعتقد أن هذا الطيش والسفه(( شأن رجالي محض)). ونظنه ((خبث طوية رجال ))أنصاعوا لغواية شيطان وبعدما تكشفت بعض الحالات عن تورط النساء في هذا التنظيم كنا على يقين راسخ لايخالجه شك أنهن كن مدفوعات تحت ضغط الزوج لهذا الفعل المشين مرت الأيام وتوالت الأحداث وتتابعت حتى جاء اليوم الفصل وأنكشفت طفولة التفكير والتصور الذي نحمله بل وسذاجته لا أظن بعد ((اليوم )) أن عاقلاً واحداً يستطيع أن يستبعد دور المرأة أو ينكر إسهامها في تعميق جراح هذا الوطن خصوصا بعد أن كشفت لغة الأرقام عن كارثة مهولة ((المرأة تقدم نفسها قربانا للإتيان على مقدرات وطن الحب )) ولأننا نتعامل دوما مع كل ماله علاقة بالمرأة على أنه ((ثانوي )) ولأننا منذ نعومة أظفارنا كنا نرى المرأة كائنا ضعيفاً إلا أن هذه النظرة يجب أن تزول و أن تصحح وأن نفوق من غفوتنا المؤشرات تبدو خطيرة في ظل ماهو قائم من ((نظم إجتماعية وذهنية محلية)) تهون من شأن المرأة وتشيرلضعفها وعدم قدرتها على أن تتبنى أعمالا كبيرة وبعد أن صدمتنا ((وفاء الشهري)) ثم ((من أسمت نفسها الخنساء)) هاهي ((هيلة القصير )) تظهر علينا من قمقها وتضع المرأة في صدارة مشهد المواجهة مع المجتمع هيلة المظلومة بهذا الأسم فأجأتنا بمالم نعتقده ومالم نتصوره بل أتتنا بما لم تستطعه الأوائل آن لنا أن نفتح ملف المرأة دون تحفظ حري بنا أن نناقش قضاياها بدون تردد وبات لزاماً أن يتم تعقب ملفها بحزم على مستوى الإنضمام للتنظيم على مستوى الفكر على مستوى الترويج له وعلى مستوى الإقتناع قبل الإعتناق مدارسنا يجب أن تحصن مناهجنا ومايقدم للفتاة يجب أن يحصن أُحادية التفكير يجب أن يُقضى عليها وهيلة التي كانت تعمل ((معلمة )) تجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من تسرب هذا الفكر الخبيث إلى ((مدارس البنات )) وإذا ماعلمنا أن كثير من المواقع الإلكترونية المتعاطفة مع الفكر المتطرف تديرها نساء مهم إذاً أن نتدارك الأمر قبل أن تتحول نساؤنا وبناتنا من((داعمات )) إلى ((حاملات للأحزمة الناسفة )) قد تكون في الغد مدارس البنات وأسواقنا ومستشفياتنا وقصور الأفراح في الغد ميادين يذرعها هذا السفه ويستهدفها هذا الخبث ولم يعد مستبعداً أن يزرعن فيها هؤلاء الخارجات مآتم وحمامات دم إذا لم نتنبه جيدا لهذا الآمر خصوصا في ظل هذا النهج التكفيري الذي يجرم كل ماله علاقه بحياتنا فأسواقنا يرونها ميادين للرذيلة ومستشفياتنا عامرة بالفسق وقصور آفراحنا مواخير فساد ومنازلنا ((بؤر فساد )) ووطنا أمكنة تضج بالمعاصي الفكر الإرهابي ((مرجل يغلي ضدنا)) لايهدأ ولايكف عن أن يتبع وسائل وطرائق جديدة للوصول إلى مراميه الخبيثة ((هيلة القصير )) نشأت هنا وتعلمت هنا وترعرعت على تراب هذا الوطن الذي تنحره بدأت كأي منتم لهذا الفكر تعرضت لذات التأثير الذي تعرض له غيرها فأصبحت تمارس أدواراً متعددة في كل مرحلة بدأتها مقتنعة ثم معتنقة داعمة ثم مجنِدة ..بكسر نون الكلمة وهاماتنا نحن الذين أعتقدنا أن المرأة بريئة أو مكرهة ((تزداد الأمور خطورة)) إذا ماعلمنا أن المرأة لدينا تتمتع بخصوصية وأجهزة الأمن تتعامل مع هذه الخصوصية بعين التقدير وقد تستغل هذه القيم المجتمعية السائدة بسوء يرتد لصدر هذا الوطن ((الوطن الذي منح المرأة كرامتها وجعل منها درة مصونة )) لكن ((هيلة )) وبقية ((نساء التنظيم )) يردن له أن يكون أشلاء ويردن أن يكن الثغرة التي يؤتى منها هذا الوطن الكبير فلنفوت الفرصة عليهن ولنكن بعد ماحدث يقظة وحزم ... ((وفاء والخنساء وهيلة )) ((ربما أنهن رأس جبل الجليد ليس إلا ))