فتحت قضية اعتقال هيلة القصير، التي أعلنت السلطات اعتقالها مارس الماضي، وهدد نائب رئيس القاعدة في اليمن الخميس المنصرم بالانتقام رداً على اعتقالها، ملف "سيدات القاعدة" اللاتي ينشطن إلكترونياً في التجنيد والنداء إلى الأعمال الإرهابية. ومنذ أن صدرت نشرة "صوت الجهاد" التابعة لتنظيم القاعدة عام 2003 وحتى اختفت بفعل الضربات الأمنية المتتالية للتنظيم في السعودية، كان الصوت النسائي فيها شبه معدوم عدا مجلة "الخنساء"، التي ما إن صدر عددها الأول حتى اختفت حيث كانت تقودها "أم أسامة"- مصرية الجنسية- وكانت تنادي النساء لنصرة المجاهدين في مهام لا تتجاوز الطبخ والدعم المادي فقط، حتى بدأت نساء أعضاء تنظيم القاعدة في الظهور من خلال بعض المواقع الإلكترونية تحت أسماء مستعارة، لم تتبين هويتهن إلا بعد القبض أو قتل أزواجهن. ومن أشهرهن "أم حمزة" زوجة الإرهابي سلطان بن بجاد العتيبي والذي أشاد في أحد المواقع بدور زوجته باعتبار أنها كانت تدعمه معنوياً ومادياً بل إنه استعرض بكل فخر بدورها التكفيري كذلك. وفي ذكره لمآثرها كان يقول "وكانت تحثني على الذهاب لأفغانستان بدلاً من القعود بين الطواغيت"، ولكنه ذكر أن دورها الرئيسي كان في الإيواء والطبخ والصبر. ويستبعد الخبير الأمني الدكتور فايز الشهري وجود قياديات من القاعدة على الإنترنت بسبب الأسماء المستعارة وعدم التأكد من هويتهن، إلا أنه يعتبر وفاء الشهري وهيلة القصير أشهر الشخصيات النسائية المتطرفة بسبب الإعلان عن شخصيتيهما، وزوجة المطلوب قائد تنظيم القاعدة سابقاً في السعودية صالح العوفي، والذي لقي حتفه على يد قوات الأمن في السادس من أبريل عام 2005. ولكن قصة زوجة العوفي كانت مغايرةً، فتضحيتها يراها البعض خديعة حين هرب زوجها مع مجموعة من الإرهابيين تاركين وراءهم زوجته وأبناءه حتى تم القبض عليهم. إلا أن زوجة العوفي في تلك الفترة كانت متعاونة معه ومعينة له، وتتنقل معه ومع المجموعات الإرهابية من منزل لآخر حتى تم القبض عليها في عام 2004. ومنذ العام 2006 تقريباً، انتهى الحديث عن الدور النسائي في تنظيم القاعدة عدا استخدام الإرهابيين الذكور للأزياء النسائية للتخفي، إضافة إلى تقارير أمنية عن استخدام بعض الإرهابيين لزوجاتهم أو أمهاتهم للسفر بهن إلى دول مجاورة لشراء الأسلحة وتهريبها. وكانت أول عودة للدور النسائي منذ ذلك الوقت على يد وفاء الشهري، زوجة سعيد الشهري نائب قائد تنظيم القاعدة في اليمن حالياً وتجسدت تلك العودة في نداءات لزوجات الإرهابيين باللحاق بأزواجهن إلى اليمن مناصرة لهن. ويستبعد الخبير الأمني الدكتور فايز الشهري في حديثه ل"الوطن" أن يكون هناك دور قيادي للنساء على شبكة الإنترنت إلا أنه يرى أن دورهن مؤثر وفعال، ولا يستبعد إمكانية مشاركتهن على نطاق واسع إلكترونياً. ويرى أنه من الطبيعي أن يكون للمرأة في تنظيم القاعدة دور فاعل إلكترونياً بسبب طبيعة المرأة في المجتمعات العربية والتي تمكنها من بقائها في منزلها واستخدام التقنية أوقات أطول. ويضيف "بسبب طبيعة المرأة في المجتمع العربي فإن الإنترنت هو مكان التطرف لهن في كل الاتجاهات، وأغلب أدوار النساء في التنظيم أدوار فكرية وتنسيق ودعم لوجستي فقط. وبالنسبة لمسألة القيادة فهي غير واضحة بسبب طبيعة الإنترنت بأسمائه المستعارة". وعن استغلال التنظيم لعاطفة المرأة، يقول الشهري "من الواضح أن المرأة تشارك في التطرف بدون قناعة, وإنما من سبيل النخوة فقط وتنظيم القاعدة يستغل ويعزف على وتر العاطفة كثيراً ومن هنا تأتي مشاركة المرأة بشكل واضح في الآونة الأخيرة في التنظيم". ويستدل الدكتور فايز بحادثة هيلة القصير للتأكيد على غرابة شخصيات التنظيم النسائية والعاطفة الزائدة لديهن بقوله "هيلة القصير مثلاً شخصيتها عجيبة، فقد وهبت نفسها لعبدالكريم الحميد إعجاباً بشخصيته الزاهدة وتطرفه، وتعتبر هي ووفاء الشهري أبرز شخصيتين نسائيتين في تنظيم القاعدة باسميهما الصريحين منذ ظهور التنظيم وعداهما فإن التخمينات واردة".