حمود أبو طالب * نقلا عن "عكاظ" السعودية أجدني لا أتفق مع وصف «وفاء الشهري» بأنها «أول امرأة سعودية تنضم إلى تنظيم القاعدة» كما وصفتها صحيفة الرياض يوم أمس في تغطيتها لخبر تهديد التنظيم للمملكة بسبب القبض على «هيلة القصير» التي وصفتها الصحيفة ب «أخطر امرأة عضو في التنظيم». ربما يكون صحيحا وصف هيلة بالأخطر إلى الآن لكن من يستطيع الجزم بأن وفاء هي أول كادر نسائي في التنظيم، وقد كنا غافلين عن هذا الجانب، أو غير مهتمين به كما يجب؟؟ أتذكر أننا أصبنا بما يشبه الصدمة حينما نشر خبر هروب وفاء إلى اليمن بعد كل ما مرت به من أهوال في حياتها، لكن الأمر في حقيقته ما كان يجب أن يكون صدمة، مفاجأة ربما، لكن ليس صدمة، لأن الفكر لا يميز بين كروموزومات الذكورة والأنوثة، وما قد يؤمن به الذكر قد تؤمن به الأنثى بشكل أشد وأعمق، الفرق يتمثل في طبيعة الدور التنفيذي المتاح الذي تسمح به الظروف المحيطة، لا أكثر.. حينها بدأ الحديث بنبرة أعلى عن الاحتمالات الممكنة لدور المرأة في التنظيم، مع أن المنطق يملي علينا أنه لا يمكن للتنظيم أن يقوم بأدواره المختلفة دون غطاء أو دعم أو تعاطف من جبهة نسائية تسهل كثيرا من تلك الأدوار. ومنذ ذلك الوقت فقط بدأت الفرضيات تتحول إلى احتمالات ممكنة، وتحولت بعض الاحتمالات إلى ما يشبه اليقين أن هناك «قاعديات» كثرا، تدل عليهن السيرة الذاتية غير المعلنة.. نريد هنا أن نقول بأننا لو كنا أعددنا استمارة تقييم أو استبيان لتحديد الشخصية القاعدية النسائية لكنا خرجنا بنتيجة تؤكد أن وفاء لم تكن الأولى، وأن هيلة لن تكون الأخيرة.. نعود إلى موضوع هيلة لنقول إنه ما كان التنظيم لينزعج من القبض عليها لو لم تكن مهمة جدا له، وهي بالفعل كذلك وإلا لما كانت قادرة على تحويل (650) ألف دولار كدفعة واحدة من تحويلاتها، وبجانب الدور المالي المهم فقد كانت تستجلب صغيرات السن من ذوي المطلوبين أمنيا لإدراجهن في التنظيم، واستقطاب زوجات المطلوبين وأخواتهم للحاق بهم في اليمن.. وحين نعرف أن هيلة كانت مدرسة فلنا أن نتخيل كم هيلة أخرى تخرجت على يديها، فكريا على الأقل. وعلينا أن نسأل أنفسنا كم هيلة غيرها لم تكتشف بعد..