أن يخسر النصر في مناسبة فالنصر كيان عملاق قادر على التعويض أما أن يخسر موهبة إدارية بحجم موهبة سلمان القريني فالخسارة هنا يصعب تعويضها هكذا بسهولة. - فالقريني سلمان وبرغم أن فترته الإدارية لم تتجاوز العام إلا أنه من خلال هذه الفترة قدم لنا ذاته في ثوب الإداري الناجح الذي يعي مهمته ويدرك مسئوليته، ومن يتطلع إلى معرفة تفاصيل هذه الحقيقة فما عليه إلا ملاحقة كل تلك الأحداث التي زجت بسلمان في صميمها وعندها سيعلم ماذا يعني هذا الإداري للنجاح وماذا يعني النجاح بالنسبة لمهمته. - عشرات الأشخاص توالوا على إدارة الكرة داخل أروقة النصر لكنهم لم يقدموا من العمل المثمر ما يمكن الاستناد عليه كوثيقة إقناع، أما القريني فهو عكس كل هذه الأسماء حضر مبدعا واستمر مبدعا وهاهو يرحل من موقعه مثلما يرحل التاريخ بالعمالقة. - كم كنت أتمنى أن يستمر القريني في مهمته لقناعتي بأنه قبل أن يكون مكسبا للعمل الإداري في النصر هو مكسب للرياضة السعودية وكم كنت أحلم بأن أجد النصراويين بدءا من صناع القرار الحاسم إلى أصغر مشجع وهم أكثر جدية في إقناع سلمان على تغيير موقفه من الاستقالة والبقاء في ذاك المنصب الذي لن أجزم بأنه سيصبح بعد رحيله شاغرا لكنني أشك بأن يكون البديل في موازاة هذا الإداري المقنع الذي قدم لنا الشكل المنطقي للإداري الواعي والفاهم والحلوق. - نعم الكل يدرك تماما أن طلال الرشيد أو غيره هم نصراويون محبون ومتيمون بنصرهم حد الجنون لكن هذا الإدراك التام بانتمائية طلال أو غيره لا يمكن لها أن تلغي كلمة الحق المشروعة تجاه القريني وتجاه كل ما قدمه لنا كرياضيين في قالب الإداري المتألق الذي قادته مهمته إلى حيث يكمن النجاح ويكمن التألق. - الإداري أي إداري لن يكسب الحضور الجيد في مهمته ومهنته إلا عندما يكون ملما بشروط المهمة ووسائلها وهذا الإلمام هو السبب الأوحد الذي صنع من سلمان القريني ليكون إداريا ناجحا بكل المقاييس وحينما أركز على المقاييس فالمقاييس في الفكر والعمل والتوجه جميعها كانت الصفة التي لازمت سلمان القريني حتى وصل بعمله إلى ذات المكان الصحيح والذي كسب به أولا حب النصراويين.. إدارة وأعضاء شرف ولاعبين وجمهورا. - عموما بالتوفيق للقريني وبالتوفيق للنصر والأمل كل الأمل أن تتكرر مثل هذه الفرص أعني فرص الاعتماد على الكوادر الوطنية لكي تأخذ حقها الكامل داخل الأندية وبما يحقق لها الحضور الجيد والمناخ المطلوب. - لو كنت مسئولا عن كرة القدم الأهلاوية لما ترددت في أن أفسخ المجال لمالك معاذ لخوض تجربة احترافية محلية بنظام الإعارة فمالك يحتاج من وجهة نظري لهذه الخطوة حتى يبتعد عن الضغوط ولكي يقتبس ثقافة أخرى من شأنها أولا وأخيرا أن تعيده إلى سابق عهده مع النجومية. هذا عن مالك أما عن الفريق برمته فالفريق الأهلاوي يحتاج إلى محترفين أجانب من العيار الثقيل كون هذا الاشتراط هو الذي سيحدد ملامح المستقبل وملامح البطولات وسلامتكم.